روى أحد ظرفاء الكلمة ذات يوم، أن اللغة العربية تغيرت على مدى التاريخ، و إقتحمت أسوارها الكثير من الكلمات الغير العربية الأصل، لتلتصق بها، وابدى إعتراضه الشديد على إستمرار إستعمال هذه الكلمات، وإقترح إستبدالها بكلمات عربية صرف.
من هذه الكلمات, كلمتي “الوزير” و “التلفاز” اللتان يصفهما بالأكثر إستفزازاً لأنهما الأكثر شيوعاً في يومنا هذا، ويقترح إستبدال اللفظ الفارسي في الوزير بكلمة “العرعور” وهي التسمية العربية الصحيحة لها، و إستبدال كلمة التلفاز الفارسية أيضاً بكلمة “الإرزيز”، ويذهب في أحلامه لمطالبة وزارة التربية، عفواً، “عرعورة التربية”، بإدخال التسمية الجديدة في كتب اللغة العربية، كما فكر في كتابة رسالة الى “عرعورة الإعلام” يطالب فيها بتغيير تسمية التلفاز الرسمي من “تلفزيون لبنان” الى “إرزيز لبنان”.
بالرغم من غرابة الكلماتان الجديدتان، الا ان الرجل على حق، والله أعلم أين “نبش” و “نكش” حتى أهتدى الى أصلهما، في الحقيقة قد تضحك مثلاً إن سمعت مقدمة البرامج تقول “ظهر العرعور الفلاني على الإرزيز المحلي ليعلن عن الزيادة في الأجور”…
عرعوران من عراعرة الزمان الغابر
الحقيقة، إن ما يزعجني اليوم ليست الأجور، وقد إعتدت التأفف من تراجعها, ما يزعجني مؤخراً هو وزير سابق، عفواً، “عرعور سابق” من “عراعرة” النظام الأمني البائت الذي لم يوفر دعوة أي “إرزيز” الى مكتبة الجديد، في المبنى المتعدد الطبقات الذي شيده من المال الطاهر الحلال، المال الذي يحمل بالمناسبة، ذات النسب الذي شوه اللغة العربية ، قبل ان ينبري من يدافع عنها وعن نسبها، المهم في الموضوع أن “العرعور السابق الآنف الذكر” إستعمل ذات المفردات المشوهة ليكيل الشتائم يمنة ويساراً، ربما ليجذب الإنتباه الى المبنى الجديد لتياره الذي يقتصر تأييده على أبناء المنطقة، كون ذاك “العرعورالسابق” ممن ورثوا “العرعرة” عن أجدادهم.
شخصياً، لايهمني من هاجم ذاك “العرعور” من شخصيات دينية و سياسية لبنانية، لكن يحز في نفسي رؤية “عراعرة” الزمان الغابر يسرحون و يمرحون على “الأرازيز” الأرضية والفضائية مشوهين سمعة الأوادم من البشر، لا لسبب، بل طمعاً ان يعود من سبق و جعلهم وزراء مكافئة لولاءهم التام، قبل أن يستلم مقاليد الحكم ” رئيس عرعورة ” وطني بإمتياز ، يقف سداُ منيعاً أمام حلمهم و أمثالهم “بالعرعرة” من جديد.
عماد بزي
اترك تعليقاً