خلال السنوات الخمس و العشرين الماضية تم اختطاف بضعة آلاف من اللبنانيين على يد القوات المسلحة السورية و اجهزتها الإستخبارية و بعض من المجموعات المسلحة اللبنانية.
العدد الحقيقي لهؤلاء المعتقلين يبقى غير معروف, الا ان العدد التقريبي قد تجاوز ال 3500 معتقل دخلوا السجون السورية في دمشق و محيطها بالإخفاء القسري، حيث اختطفوا من لبنان و تم نقلهم الى الداخل السوري , ان ظروف إختطاف اللبنانيين تختلف بين اسباب سياسية او طائفية او عرقية , البعض اختطف لإشتراكه المباشر في اعمال القتال مع الأطراف التي لم تكن على علاقة جيدة بالسوريين و البعض الآخر اختطف لمجرد انه المح بإنزعاجه من همجيتهم. كما ان هناك قسم كبير من المعتقلين تم اختطافهم لمجرد تشابه في الأسماء مع شخص مطلوب للتحقيق في مكاتب عنجر او غيرها من المراكز الإستخباراتية السورية ولا فرق عندهم بين هؤلاء فالتهمة ذاتها جاهزة وهي في اغلب الأحوال ” التعامل مع العدو الإسرائيلي” .
ان النظام السوري و على مر السنين لم يعترف بوجود هؤلاء اللبنانيين في معتقلاته المغلقة امام الزيارات من جانب الأهالي و الصليب الأحمر الدولي على حد سواء , و ان كانت هناك زيارات إستثنائية لبعض من اهالي المعتقلين ممن استطاعوا الإستحصال على مبلغ من المال يقبضه وسيط سوري او لبناني على علاقة وثيقة بمدراء السجون يسيل له لعابهم فيوقظون ضمائرهم لدقائق يحدد مدتها المبلغ المدفوع .
ان الشهادات الحية من داخل المعتقل عبر المفرج عنهم ممن عايشوا همجية السجان وديماغوجية الجلاد رأو ما تقشعر لذكره الأبدان, إضافة الى المعلومات القليلة و الرسائل المهربة، كلها دليل دامغ على وجود هؤلاء احياءً في المعتقلات . يعيشون و يحلمون بيوم اللقاء , يوم يعودون الى الوطن لينهوا فصلاً من مسرحية تجاوزت هذه المرة الشخص الى سيده .
ذاك الشخص كما اسماه الشهيد سمير قصير موجود هنا,ً يقبع في زنزانته, فليسألوه … فهو لطالما اخذ على عاتقه إخفاء الحقائق و طمس الأدلة ناهيك عمن يطالعوننا هذه الأيام بأقوال جديدة ناتجة عن غرامهم المفاجىء بعدو الأمس و حليف الورق ليعلنوا انه ليس هناك من لبنانيين معتقلين في سوريا, فجل ما يفعله هؤلاء يتلخص بمحاولة بائسة لإسترضاء جهات اخرى على حساب اللبنانيين و على حساب المعتقليين و اهلهم وضمائرهم . هؤلاء يراهنون على النسيان , فليعلموا ان من يراهن على نسيان هؤلاء اللبنانيين انما يؤسس لحرب جديدة و من نوع آخر … فليعلم هؤلاء اننا سائرون نحو الحقيقة, متسلحين بالربيع…
نحن أناس حفظنا الأمثولة و حفظناها جيداً و بتنا ندرك تاريخية ما قاله سمير قصير بأن الإحباط ليس قدراً
عماد بزي
كلمة ألقيت في ندوة حركة اليسار الديمقراطي في لبنان عن المعتقلين في سوريا
مهداة الى بطرس خوند و جرجي حنا
نشرت في جريدة المستقبل بتاريخ السبت 24 حزيران (يونيو) 2006
اترك تعليقاً