بعيداً عن السياسة، وخلاف معظمنا كلبنانيين طبعاً مع العماد ميشال عون، فأننا نحتار في تصنيف وتوصيف الحالة التي يعيشها التيار الوطني الحر في المنحى التنظيمي
وبالرغم من آلاف شائعات النفي العوني لوجود خلافات داخل التيار الوطني الحر إلا اننا نشهد يوماً بعد يوم حالة إهترائية لا مثيل لها تغلغلت في صميم التيار المتلاعب بأطره التنظيمية و السياسية على حد سواء
بعيداً أيضاً عن المقالة او العنوان الذي طالعني على صدر الصفحة الأولى على موقع التيار على الإنترنت، أكاد لا أصدق كمية المتناقضات، حال الموقع كحال عون نفسه على ما يبدو، عون الذي يتغنى ويتغمى بأيام النضال ضد الوجود السوري هو ذاته عون الذي يتغنى اليوم بالسلاح وبأحقية وجوده في أيدي حزب الله الذي كان المادة الدسمة التي هرع فيها الجنرال عون ليضعها على طاولة الأميريكيين في احدى محاولاته لإقتناص قانون محاسبة سوريا من جعبة الأميريكيين ليظهر بصورة البطل المسيحي المخلص، تماهياً مع الصورة التي يحب عون ان يمعن في إظهارها اي صورته كممثل أوحد لـ 70 % من مسيحيي لبنان، دون ان يدرك الرجل ان المسلمين ايضاً كانوا قد ضاقوا ذرعاً بالسوريين، وعلى اي حال فما همي، وانا العلماني المسكين…
بالعودة الى جنرال الـ70% وحالة الإهتراء التي تآكلت تياره الى ما يفوق ال80% (طبعاً لأن الـ20% الباقية هم من أنسبائه) فلابد من الإشارة الى التناقض الأساسي الذي دفعني الى كتابه هذه المقالة، غير التناقض الأول بإحياء ذكرى شهداء 13 تشرين وهو المتنكر لهم الآن، التناقض هنا والمتمثل بالإهتراء هو ان الممثل الأوحد للمسيحيين بات يخشى حضور القلة الباقية من جماهير (الهتيفة والزقيفة) التابعة له المتمثلة بجمهور التيار فيطلب عدم حضورهم المناسبة وإختصار قائمة المدعوين على الوزراء ورؤساء الأقسام و النواب بالإضافة الى رشة المحاسيب والأنسباء الأوفياء. بل يتعدى ذلك الى حد الإستغباء و الإستخفاف بعقول الناس بالطلب من جماهير التيار متابعة ما أسماه الحدث بكثافة، لكن من خلف الشاشة! مختتماً بيانه بالقول ” سيلقي العماد عون خطاباً من وحي المناسبة. لذلك يطلب الى جميع الناشطين والمناصرين، ضرورة متابعة هذا الحدث عبر وسائل الاعلام.”
عزيزنا الجنرال ميشال عون، نذكرك من موقع من خاض تجربة الأحزاب المهترئة، أقل ما يمكن فعله بحق هؤلاء المساكين و المعترين المهووسين بالبرتقال على أنواعه هو دعوتهم لحضور مهرجانك الزعامي، والتكرم بالسماح لهم بالتصفيق الحاد كلما علا صوتك، ولا تقلق ولا تخف، لن يجروء احد ان يقول لك لا، التصفيق الحاد سيشغلهم ويجعلهم لا يفقهون ما يسمعون…
اترك تعليقاً