لا أقابل احداً، إلا ويكون عنده “شغلة بال” إسمها الإنتخابات النيابية، وهذا طبيعي في ظل إنطلاق بورصة الترشيحات و الإنتخابات والأرقام والفبركات، لتنضم اليها بالأمس “التهويلات”.
إلا إنها المرة الأولى التي أكون فيها “مطمئن البال” ! كيف لا وأنا لا اتوقف عن الضحك عند النظر الى بورصة “المشمرين” عن زنودهم لخوض “المعركة” الإنتخابية، أو “المكشرين” عن انيابهم لسنها بحدة حتى “ينهشون” مقعداً هنا أو صوتاً هناك.
وللإنتخابات حكايا، هذه إحداها سمعناها عن لسان إستاذ الأدب نجيب حنكش.
إقتربت الإنتخابات، وإحتدم الصراع بين الكتل النيابية، فما كان من صاحب العهد إلا ان واجه البيك الأسعدي الذي قال انه لو اوقف عصاً بجانبه لصارت نائباً، ورشح بمواجهة الأسعد مرشحاً شاباً مغموراً، فتمخضت المعركة الإنتخابية عن فوز الشاب المغمور، ورسوب البيك الذي تقبل الخسارة صاغراً…
ذات يوم توفي وجه من وجوه جبل عامل، فتقاطرت الوفود للتعزية، وتقدمها النائب الشاب الذي صافح الجميع وإتخذ لنفسه مقعداً بين المقاعد المخصصة لكبار المعزين، وبعد قليل، وصل البيك الأسعدي، فما كان من الجموع إلا ان تحولت إليه لتلقي التحية على زعيم عاملي كبير، من ثم تابع الأسعد وجلس الى الكرسي بجانب النائب الشاب وبادره بالقول” مين انت يا أمور؟، ما عرفتك” فإنكسر خاطر النائب الشاب الذي راح الى صاحب العهد يشكو أمر الأسعد الذي نال من هيبته النيابية أمام الجموع ، فبادره صاحب العهد بالقول “نواب وعملتكم، بس قدر و قيمة من وين بجبلكم”
حرام هذا الشاب، حاله، كحال مرشحي التيار البرتقالي، الذين إقترب عددهم ان يناهز المئة!، حتى ان احدهم كان قد بدأ بإعطاء الأصحاب قروضاً بالفائدة، فتزلفوه، وغرروا به فظن نفسه مرشحاً جدياً.
وآخر، فطن فجأة الى زعامته لبلدته كما يبدو، فأغلق دكانه، و “قلبة” مكتباً إنتخابياً.
هؤلاء بمعظمهم، مرشحين بجدية، ولكن ليس لمنصب نيابي، بل لحمل إسم جيش المرشحين، وهم ليسوا سوى جيش آخر سيفشل جنرال الغبراء في إدارته، وربما أيضاً يرسلهم و يرسل البلد برمته معهم الى 13 تشرين آخر.
من الممكن ان يصل عدد منهم الى الندوة البرلمانية، ولكن هنالك ثمة سؤال مضحك “يشغل بالي” إحيله الى الجنرال، لأقتبس القول من الجنرال الشهابي،”نواب، وبتعملهم، بس قدر و قيمة من وين بتجبلهم؟”
اترك تعليقاً