لفت نظري الهجوم العنيف لقوى الأمن و الكبسات المستمرة على ما يسمى بالـ “مكججات” و المكججات جمع كلمة “كجة” وهي الأقوى بدرجة واحدة من القبلة العادية، واقل بدرجة أيضاً من الـ “فرنش كس” French Kiss – وقد إكتسبت إسمها مكججات بسبب العشاق الذين ضاقت بهم عقول الناس و عيونهم حتى التجأ القسم الأكبر منهم الى تلك الصخور المنزوية “يكجون” على راحتهم فيما الصخور تقيهم من عيون الفضوليين و ذوي الأنوف الطويلة من بني البشر، والأهل و المعارف، فالشاب و الصبية الجالسين في “المكججة” يمارسون طقوس الكج على أنواعها في تآلف و محبة، وكم من علاقة بدأت “كجية”و إنتهت “زوجية”.
لماذا هذا الإصرار على ضرب الملاذ الآمن الوحيد للعشاق؟ وهل ضاقت مساحات الرومنسية في هذا الوطن حتى بات الحب ممنوعاً؟
اشهر “المكججات” في بيروت هي “الدالية” في منطقة الروشة، و شارع عزيز الحوري المعروف بـ “شارع المص” ما دخلني إسمو هيك 🙂 لا تزال تجتذب العديد من الـ “كجيجة” رغم الدوريات المتواصلة لقوى الأمن الداخلي.
شخصياً لا يزعجني مظهر “الكجيجة” على طول الكورنيش ولا تزكم أنفي رائحة أراكيلهم، فعلى الأقل فعل الكج يبقى اقل بكثير من فعل العهر بإختلاف أنواعه، العهر السياسي، والعهر السياحي، والعهر الإقليمي.
بعدين ايها الشعب اللبناني، ضاقت الدنيا بعينيكم؟ نبت لكم فجأة عقل وضمير؟ بات عندكم دين؟ شو عدا ما بدا؟
على أي حال، نحن لا نعيش لا في تورا بورا، ولا في بوركينا فاسو ولا طهران ولا الرياض، لذا حفاظاً على إنفتاح هذا البلد، اتركوا المكججات لشأنها، عل رائحة الحب المنبعثة من هناك تعيد بناء ثقافة المحبة والتآخي بين اللبنانيين، فيعيد “السكس” بناء ما هدمته السياسة.
–
–
اترك تعليقاً