يوم بعد يوم يستمر مسلسل الهبل المستشرس في إبتلاع حرية التعبير والإعتقاد في لبنان، فقد إنتشرت في الأونة الأخيرة رسالة باتت المدارس اللبنانية تستنسخها وتوزعها في مظاريف مغلقة على أولياء أمور الطلاب، تتحدث الرسالة عن سلسلة من حفلات الروك المزمع إقامتها، وتحذر أولياء الأمور من السماح لأولادهم بحضورها.
قبل الخوض في غمارالموضوع حتى “سنسفيله” وجرياً على العادة، أرفق مع هذه التدوينة الدليل القاطع ووصمة العار على جبين الهيئات التدريسية في لبنان، أرفق صورة عن الرسالة، حتى لا “ينشبق” أحدهم ويتهمني بالكذب، لأن الجهلة والعميان في هذا البلد كثر.
قبل ان ترتفع الأصابع الوسطى وتنضم بدورها الى جوقة السباب، أطمأن صاحب الأصبع المكسور، أنني لست من محبي الروك آند رول، ولا أذكر يوماً اني “طقشت بأصابعي” مع لحن سوى لحن السطور والهجاء لأمثاله، ولا إستعملت قدمي لغير المشي، فلا “تشخلعت” ولا “تبرطعت” ، وبالتأكيد لم استعمل فمي لغير الأكل و الشرب والسباب على أمثالهم من جوقة الهتيفة.
على أي حال، وبعد فشة الخلق، أعود الى لب الموضوع، فبعد أن إنهارت قيم الحرية في لبنان على مراحل، بدءَ بمنع جاد المالح من إقامة عرضه في لبنان (بالمناسبة الرجل سخيف للغاية) مروراً بمنع عرض السامبا البرازيلية، حتى سحب الكتب من المدارس بسبب قصة آنا فرانك (مش ناسي راجع على هالموضوع قريباً) الى حد تفتق الأدمغة النارية في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية عن بيان أرسل وعمم ووزع على الناس، تسهب فيه الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في وصف المهرجان بما تيسر من عبارات التخويف وتطالب فيه بمنع مهرجان بيروت لرقص الروك (والتسمية خاطئة أصلاً) كما تتحدث عن ثقافة الموت والظلام والقوطية التي ستنشرها هذه الحفلات!
عود على بدء، يبدو ان كاتب هذه الرسائل يفتقد لأدنى حدود الثقافة ويمارس الظلامية بأقصى حدودها، فيستنبط الكلام ويحشر فيه عبارات سمعها عن التلفزيون و “يدحش” فيها عبارات أخرى سمعها في عظة الخوري أو عن لسان شيخ أو ما شابه ويا ليته نقلها صح!.
طبعاً لكي يضيف الصبغة الترهيبية للأهل، يرش قليلاً من خبريات الإكستاسي والمخدرات حتى تصبح خبرياته سهلة التصديق.
نطمئن كاتب الرسالة، ومعه الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، ان حفلات الروك باقية لمن يهواها، وحرية الرأي والمسمع ستجد دائماً من يدافع عنها.
–
اترك تعليقاً