يبدو أن “كيوبد” إله الحب عند ما بعرف مين إنزلق و تدحرج من فوق الغيوم ووقع طب على بوزو في بيروت فأفلتت سهامه لتصيب الجميع من كل حدب وصوب، فكثرت ظاهرة “التبويس” بين السياسيين المتخاصمين، وعجقت على باب المصالحات، وإنقطع نفس النواب في الجلسة الأخيرة من كثرة الكجكجة والمجمجة وتمسيح الجوخ ، هذه الظاهرة إن كانت حقيقية، نتمنى أن تستمر لفترة طويلة نسبياً كي يتسنى للمجتمع المدني في هذا البلد ان يرص صفوفه ويعرف يخطط ويشتغل قبل ان تقوم حرب جديدة شبه أهلية، أو إقليمية، فالإسرائيلي جلده يرعاه، والإيراني مستعجل الشهادة، وغيرهم وغيرهم من هواة الموت واللعب بالنار أيضاً…
وعلى سيرة الإصلاح و التغيير، نأتي على ذكر محتكر الشعار (وهو أول المتنكرين له) جنرال الغبراء ميشال عون، الإسبوع الماضي كانت بيروت على موعد مع حفلة الكج والتبويس الآنفة الذكر، والموعد الأهم كان مع جلسة البيان الوزاري لشبه الحكومة العتيدة حيث يتم عرض البيان الوزاري على شاكلة قصة ليلي والذئب، إضافة الى حدث آخر هو إستدعاء القضاء السوري لبعض السياسيين و القضاة والصحفيين والشخصيات العامة للمثول أمامه في دعاوى قضائية!! معقول؟ نعم معقول، فنظام مخبول كالنظام البعثي قد يفعل أي شيء، ولا أتكلم هنا عن إحترام دولة لدولة أخرى، فالبعث لا يعترف بلبنان أصلاً.
أمام هذه الكوميديا اللبنانية السورية، والمسرحيات المنمقة، يرسل بشار الأسد طائرة خاصة لتقل جنرال الغبراء، عنترة الرابية الى ربوع قصر المهاجرين، طبعاً لن انتقد زيارة ميشال عون الى سوريا في ظل كل ما سبق، بل أسأل شو رايح يعمل بهالتوقيت بالذات؟ معقول ان يقبل عوني عاقل بذهاب جنراله الى سوريا التي تنتهك السيادة اللبنانية بشكل سفيه عبر هذه الإستنابات القضائية، حتى شيلنا من سوريا، معقول ان يفوت الجنرال فرصة “التفخيت” بالحكومة وهي تستعرض بيانها ليذهب الى سوريا؟ عنجد شي غريب.
وتصبح الكوميديا أكثر كوميدية بتحديد زيارة سعد الحريري الى سوريا! وكأن الشعب بجم لا يفكر ولا يحلل ولا يحاسب، اذكر هنا تصريح سعد الحريري عند إطلاق فتوات النظام الأمني البائت من السجن، قال الرجل، إتهامنا للنظام السوري بقتل رفيق الحريري هو إتهام سياسي!، حسناً، كيف يذهب أبو إتهام ويزور معقل الإرهاب كما سماه، كيف يزور قاتل والده؟ ولك شو على مين عم تتمنيك؟
زمان، كانت أمي تنتهرني بلهجتها البيروتية التي تظهر فقط عندما أقوم بعمل صبياني مخبول دون حساب العواقب، فتقول” آكلة تاكلك”، أحب أن أستعير اللهجة البيروتية ذاتها، والكلام موجه للرئيس المفترض وجنرال الغبراء، آكلة تاكلك ما أهبلك أنت واياه…
اترك تعليقاً