حسناً، بداية الأمر، ما يلي ليس دفاعاً ولا بأي شكل من الإشكال عن الجنرال أبو صرة ولا عن تلفزيونه المعصور إنما يرد من باب الحرص على الحريات الإعلامية الجزئية في لبنان.
طالعتني مقالة على الإنترنت تتضمن حملة تسفيهية ظلامية حاقدة بعيدة كل البعد عن الثقافة اللبنانية مذيلة بتوقيعات وموافقات بعض من المشايخ والرهبان وموقع القوات اللبنانية وغيرهم ممن يناسبهم ركب اي موجة ضد التيار تطلب وقف بث برنامج لول LOL الي يبثه تلفزيون الأورانج تي في بدعوى انه يخدش الحياء بعبارات من الزنار ونازل . لذا تتوجب سمة البدن الآنفة الذكر من شخصي القليل الأدب إستعمال ثلة منتقاة من عبارات الزنار وطالع…
أولاً وحرصاً على الحريات في هذا البلد اجد نفسي مرغماً بالتذكير لمن ينسى أو يتناسى ان السكس والذي منه هو مادة المزاح الوحيدة لدى اللبنانيين، طبعاً هذا إذا تم إستثناء النكات المهينة على هيفاء وهبي وبزها المدلوق، و النكات العنصرية على الحماصنة من أهل حمص.
من لم يقم بمراجعة سيكولوجية للروح المرحة للمجتمع اللبناني فليقم بها الآن أثناء القراءة! أدعوكم للتمعن ولو للحظة بطرق “التنكيت” اللبنانية ومواضيع المزاح، بشرفكم، هل يجتمع لبنانيان، أو لبنانيتان، بحوار دون ان يكون مضمونه شيئين إثنين، هما السياسة والسكس؟ طبعاً لا، وهنا بيت القصيد، تلفزيون أو تي في OTV هو تلفزيون سياسي بإمتياز لا يبث سوى أخبار العونيين مضيفاً اليها شيء من التعبئة السياسية ضد القواتيين، هذا في السياسة، وهم أحرار على أي حال في مفهموهم للسياسة، وهذا نقاش آخر، أما الموضوع الثاني وهو السكس الذي تفترض دعوى مقاطعة البرنامج انه يخدش حياء المشاهدين، هنا تقع المفارقة، هل التنكيت بإستعمال السكس هو موضوع غريب على اللبنانيين؟ بالطبع لا، من منا لا يلقي الدعابات الجنسية؟ من منا لا يضحك من قلبه لها؟ الموضوع برمته شديد السخافة! راجعوا أنفسكم لتتوصلوا ان النكات المسماة بذيئة هي جزء لا يتجزأ من الثقافة الشعبية اللبنانية.. ولو! كل واحد يشوف حالو بالأول!
على اي حال هناك حجتان للداعين الى مقاطعة هذا البرنامج، الأولى ان البرنامج بنكاته من الزنار ونازل يخدش حياء المستمعين المتدينين، حسناً هناك نكتة سمعتها من مصدرين، الأول من صديق لسانه براء منه إستعمل بها عبارة “أيرو” والمصدر الآخر ملتح متدين إبدل العبارة السابقة في ذات النكته بعبارة “تبعوا” فما الفرق هنا؟ لا شيء، كله بينكت بالسكس! أما عن الحجة الثانية وهي ان البرنامج يشاهده الأطفال ويعلمهم تعابير بذيئة، وهذه محاولة إستغباء صراحة، فعلى ما اعتقد ان الأطفال ليسوا بإنتظار برنامج “لول” ليتعلموا السباب، فأهلهم ومجتمعهم فيه الخير والبركة بتعليمهم إياها من سائق أوتوكار الأطفال للمدرسة صباحاً الذي نادراً ما يتمكن من كبت غيظه والإحتفاظ بـ “كس إختك …فايت بعكس السير يا مرسيديس” في فمه، إضافة الى براعة السياسيين أنفسهم في توظيف الأعضاء التناسيلة في الخطابات السياسية من منا لا يذكر وئام وهاب مثلاً الذي كثيراً ما إستخدم “تبعو” و”تبعها” ولو؟ شو نسينا جملته الشهيرة “المحكمة الدولية وصرمايتي سوا” وطبعاً هو كان قاصد يقول “وطيزي سوا” لكنه إمتنع عنها لأن تصريحه على الأرجح سيعرض على شاشة تلفزيون المنار…
نقطة أخيرة، السكس ونكاته هو المصدر شبه الوحيد لبناء الثقافة الجنسية للناشئة في لبنان في ظل غياب الوعي الجنسي ووسائل تلقين الثقافة الجنسية في المدارس، أدعوكم لأن تحلوا عن طيز المنكتين من باب الحرص على الحريات، ففاقد الشيء لا يعطيه، وبما ان الجنس جزء من الثقافة الشعبية والتراث في لبنان، لا بد من أن نصونه كما نصون هياكل بعلبك مثلاً وهي بالمناسبة قد شيدت على يد بنائين عراة…
–
اترك تعليقاً