إنفخوا، تقاسيم في العلاقة الجدلية بين النافخ والمنفوخ!
في الكثير من الأحوال قد تضطر إنك “تنفخو”، ربما لأنك قد أصبحت تائهاً، تفر من أمام المهازل لا تلوي على شيء، أو لأنك وببساطة “تنفخوا” لأنه لم يعد هناك من مجال ان تستوعبه أو يستوعبك، لا تفهم عليه ولا يفهم عليك، والأسوأ انه لا “يلبيك” وأنت في أمس الحاجة إليه، إما لإشباع حاجة، وإما لإستعراض رجولتك وفحولتك وقدراتك أمام معشر الأصدقاء.
بات من الضروري للبنانيين جميعاً ان “ينفخوه”، عله يكبر، لأنه صار كثير صغير، يدخل ويخرج بسرعة، حتى تكاد لا تحس به، ولا بحرارته، ولا بحركاته تدغدغك كلما لمسته أو لمسك!
إنفخوا أيها اللبناني، حتى تستطيع ان تنطلق، إنفخوا كي تستطيع أن تستمر، وتستمر الحياة، لن يستطيع البشر ان يتكاثروا ولا ان ينتشروا على وجه الأرض إن ظل صغيراً مغموراً…
إنفخوا لأنه بات من الضرورة ان تتحكم أنت به، لا ان يتحكم هو بك وبتفكيرك، لا بل وبمصيرك أحياناً، خاصة الشباب لازم “ينفخوه” جرصة شو بدي خبرك!
“إنفخو” أيها اللبناني لأنه وسيلة المستذئب والمستحكم في الأرض ليتحكم بك، يحدد متى يمتعك ومتى يرسلك الى الحضيض، “إنفخو” لأنه هاجسك في هذه الحياة، تعيش لأجله بدل ان يكون وسيلة ديمومتك!
يا خيي إنفخو لأنو إذا ما رح تنفخوا رح يضل يدوب، رح تجرصنا، والمشكلة أنك كلما تضائل حجمه معك، كبر في كنف آخرين، في زمن العولمة والنفخ العالمي، لا يجوز ان يبقى “مزموم” هيك…
إنفخوا … أو عيش طول حياتك ناطرمفعوله الرجعي، همك الوحيد متي “بيفوت” ومتى “يطلع”..
لابد من وقفة ضمير هنا، لنقول صراحة ان في معظم أصقاع العالم “نافخينه” ما تصدق إنو هيدا حجمه الطبيعي.
ننصحك هنا بالإبتعاد عن الأدوية، والمهدئات العصبية، فهي لن تنفخه، بل ستجعله يبدو أكبر حجماً في نظرك فقط، والحقيقة البائسة انه لا يزال على حجمه.
أما أنتِ عزيزتي فمن الواجب ان تمدي يد المساعدة، ساعديه حتى “ينفخوا” أو “أنفخيله اياه” إذا إستلزم الأمر، فلا يجوز ان تسكتي أمام هذا الوضع المزري.
كما انه لابد من ان نلفت عنايتك إن كنت ناخباً في جمهورية نفخستان، و نحذرك من مدعي النفخ، حاملي شعارات النفخ الآتي، متظاهرين انهم الى جانب اللامنفوخين في الأرض، وهم كثر، من كتلة النفخ والتكبير، و كتلة التنفيخ والتحمية، كتلة نواب المستنفخ، كتلة اللقاء النفخاوي، وغيرهم..
أما بالنسبة لإفتراض سوء النية على ما تقدم، فمردود على صاحبه، فالمقصود هو راتب الموظف الصغير، وليس ما تفكر به عزيزي القارىء سيء النية، ومن لا يصدق أنصحه بقراءة النص من جديد.
=======================================================
كتبت هذه التدوينة خصيصاً لمجلة كذا مذا ونشرت في العدد صفر
اترك تعليقاً