بعد إسبوعين من الهاجوج والماجوج الشعبي والسياسي خلال الدورتين الإنتخابيتين المنصرمتين (من صرماية) بات بإمكاننا أن نتنفس الصعداء لإسبوع تهدأ خلاله حمى الإنتخابات البلدية، الإنتخابات التي كان من المفترض ان تكون عائلية أو بلدية أو قروية تتنافس فيها العائلات لنيل شرف خدمة القرية أو البلدة أو المحلة اتت سياسية بحتة تناتش خلالها المتنافسين اواصر القرية الواحدة فحرقوا “سنسفيل” الديمقراطية، وإستعانوا بالله وبمحمد وبعيسى ، حتى العدرا نزلوها وسخروها للإنتخابات، بل وتعدى الهبل المستشرس ذلك بأشواط فإستعانوا بالتلفريك في جونية وحولوه الى رمز إنتخابي على شاكلة “الجردل والكنكة” و ما خلولنا شي، في بيروت إستغلوا الليمون، والعلم الوطني والسماء، ما عاد إلي نفس أطلب ليمون بالمطاعم، ولا صبح عالعلم اللبناني، ولا شوف السما الزرقا …
—
هستيريا الإنتخابات تجتاح العاصمة ، قهوة القزاز عونية، و Club43 إستبدل الأعلام العالمية بأعلام التيار وصور الفنانين بصور ميشال عون، المقهى في ساحة ساسين خلع صور الأحصنة وتخلى عن تلفزيون لبنان وإستبدلهما بأعلام القوات وصور المرشحين، وين بدنا نروح؟ منطلب جريس تاكسي؟ مشغول، صاحب الشركة مرشح عالبلدية مع القوات، ليبانون تاكسي؟ بخدمة الجنرال أبو صرة…
—
بدك تتمشى بالجميزة؟ مجنون! جمعية المشاريع تحتل الشارع باللون الأصفر، عبير مش عم تمشي، عم تركض، مع هيك أكلت مية لطشة…
—
الطاشناق؟، وما أدراك ما الطاشناق، بكل محبة وبدون عنصرية ، لم أسمع واحداً منهم ينطق بحرف باللبناني ! بالعربي يا خيي أحسن ما تقول عني فينيقي…
—
بيروت؟ عجقة، الكل يتهافت على التصويت لينال نصيبة بسرعة من الوجبات الساخنة، صوته حقو علبة بيتزا لا أكثر ولا أقل…
—
زحلة؟ يا عيني على زحلة، ضرب و سرقة ونهب ورشوة وذل، كله من إجل إثبات أحقية الزعيم الياس سكاف بالبقاء على العرش !
—
وكأن الوضع جنوباً سيكون أفضل الإسبوع القادم؟ بالتأكيد لا، فهناك المعركة من نوع أخر وبلون ونكهة واحدة، زي ما هيي ولكن بإسلوب جديد، لن يخلعوا صور الشهداء في الجنوب، بل سيكثرون منها، طبعاً لإستثمارها في عملية إستغلالية قذرة لدم الناس التي إستودعت الحياة.
—
والمصيبة الكبرى أداء القوى الامنية، الدركي على تقاطع بشارة الخوري إستعان بكل الأعضاء التناسلية على شاكلة شتائم ليفتح السير، فيما زملاءه منشغلون بالبصبصة على المقدمات والمؤخرات الطالعة والنازلة على الدرج في قلم الإقتراع، متجاهلين رئيس القلم الذي أمسك بهاتفه الخلوي وتحول الى مندوب للتيار الوطني الحر، خاصة وأن مندوب القوات خرج من الغرفة ليشرب قهوة، والجيش خبيط ولبيط عن أبو جنب، وإستعراض بالنظارات الشمسية الجديدة التي وزعت على عناصر فوج المغاوير لزوم التجغيل…
—
لماذا يصرفون كل هذه الأموال؟ لأن الإنتخابات البلدية التي من المفترض بها ان تكون المفتاح الإنمائي هي عنصر خدماتي هام يسمح لهم بالإمساك برقاب المواطنين أكثر فأكثر، فيستنسبون الإنماء، ويفاضلون فيه ناس على ناس …
—
وما الفارق بين الإنتخابات النيابية والإنتخابات البلدية؟ لا شيء، ما الفارق بين النائب والمختار، لا فرق، كلاهما طيزين (كبار) بفرد لباس…
وبالإنكليزي كرمال يللي ما بيفهم عربي “Two Asses in one Underwear”
إضغط على الصورة لتكبيرها – الصور متوفر بدقة عالية جداً وتحت الطلب في حال طلع على بال الوزير يحاسب المقصرين
—
–
–
–
–
—
اترك تعليقاً