من أسوأ الأمور ان تبنى تجربة بأكملها على مفهوم خاطىء، فالتجربة القائمة على مبدأ باطل تعد باطلة بأكملها، بغض النظر إن كان الخطأ بحسن النية وطيبها، أم بسوءها وقصدها.
–
من الجمعيات والمؤسسات اللبنانية القائمة على مبادىء خاطئة من “لغاليغها” (مفرد كلمة لغلوغ باللغة المحكية – أي الأساس) تبرز الجمعية اللبنانية لديمقراطية الإنتخابات التي تحولت الى حلبة مصارعة وتبويس اللحى والقفا، ولا فرق على اي حال.
–
لن أخوض في كافة مشاكل الجمعية اللبنانية لديمقراطية الإنتخابات (على كثرتها)، بل سأكتفي بمثال واحد وهو قيام الجمعية بتأجيل إنتخاباتها التي كانت مقررة بحسب النظام الداخلي الى ما بعد الإنتخابات البلدية الفائتة، في وقت كانت فيه الجمعية المذكورة تطالب الدولة اللبنانية بإحترام المهل الدستورية وإجراء الإنتخابات البلدية في موعدها. ناهيك عن إستقطاب منتسبين جدد بغية إكتساب حق التصويت، الامر الذي يذكر بباصات المجنسين القادمين من سوريا أو هؤلاء الذين يمتطون الطائرات قادمون من أقاصي الأرض للتصويت في الإنتخابات النيابية، علاوة على محاولة التقرب من الشباب وإعطائهم وظائف مؤقتة في الجمعية بغية تأمين المزيد من الإستقطابات، الأمر الذي يجعل الجمعية نسخة مصغرة عن “الحمام المقطوعة ميتو” المسمى الإنتخابات النيابية اللبنانية، ولا بد هنا من لفت النظر الى ضرورة تغيير الـ “Slogan” من خللي عينك عليها الى “شيل إيدك عنها”.
–
كتبت في مقدمة التدوينة عن المفاهيم الخاطئة، ولا أقصد هنا مبدأ مراقبة المجتمع المدني للإنتخابات النيابية معاذ الله، إنما المقصود بالمفاهيم الخاطئة هو أن الجمعية اللبنانية لديمقراطية الإنتخابات فهمت مبدأ كلمة “جمعية” بطريقة خاطئة، وللتنبيه فقط، ان “جمعية” لا تعني تلك التي نراها في الأفلام المصرية “عاملة جمعية” أو “داخل جمعية” اي ليس الإدخار بقصد قبض المبلغ حين يحين عليك الدور، بل الجمعية هي التي تعمل للصالح العام وليس الخاص، “واللي تحت باطو مسلة بتنعروا”.
–
رحم الله همة وقوة شباب قدموا الكثير للجمعية حين أطلقت وناضلوا كثيراً الى جانبها، في ظل ظروف سوداء حالكة، وهي تطفىء اليوم شمعتها الرابعة عشرة ، ذهب هؤلاء في سبيلهم ليتابعوا حياتهم، وتركوا الفار يلعب ويسرح في الدار، وبتنا في لبنان، ولبنان فقط، نحتاج الى جمعية لبنانية لمراقبة ديمقراطية إنتخابات الجمعية اللبنانية لديمقراطية الإنتخابات.
—
—
اترك تعليقاً