مجدداً تتحرك أجهزة الرقابة اللبنانية لمنع الأفلام وقمع حرية التعبير أكثر وأكثر، هذه المرة الضحية كان المخرج ديغول عيد وفيلمه “شو صار” وكأن “اللي صار” غير ما يحكيه ديغول في فيلمه، الفيلم يحكي حكاية ديغول الذي يعود الى لبنان بعد 30 عاماً ليبحث عن حقيقة مقتل أهله و 11 شخصاً أخرين خلال الحرب الأهلية اللبنانية، يوم إقتحمت إحدى المجموعات المسلحة المنزل لتقتل من فيه وينجو هو، مجزرة رأها ديغول بأم عينه، ويعود اليوم الى لبنان ليبحث عن الحقائق ويوثقها.
–
قامت أجهزة الرقابة بمنع الفيلم لأول مرة في شهر آب الماضي خلال مهرجان الفيلم اللبناني وعادت لتمنعه مجدداً اليوم في مهرجان أيام بيروت حيث كان قد جدول عرض الفيلم في 16 ايلول، اي غداً وذلك بحجة ان الفيلم يسمي المشاركين في المجزرة بالإسم، ويسمي التنظيمات والأحزاب بالإسم أيضاً ما رأى فيه الأمن العام إثارة للنعرات الطائفية والمناطقية!!!
–
يبدو ان أجهزة الرقابة اللبنانية يستهويها أفلام “الحِشك بِشك” أكثر ما يستهويها أفلام الحقائق والذاكرة الجماعية لحرب يجب ان لا تمحى من الذاكرة، لا ليبقى الحقد، بل كي لا تنسى ويلاتها وتعاد، يكفينا الغياب الكامل للعدالة الإنتقالية في فترة ما بعد الحرب، فبدلاً من دك المجرمين في السجون حولناهم الى نواب ووزراء ورؤساء… تفووو !
–
وهذه ليست المرة الأولى، في السابق منع فيلم HELP لوجود إيحاء بالمثلية الجنسية، وفيلم طيارة من ورق لأن عظمة المير طلال وغاندي الجبل وليد جنبلاط إعترضا عليه بحجة المساس بالطائفة الدرزية، وقبله فيلم Persopolis الإيراني الذي إعترض عليه حزب الله لأن الفيلم يضر بالثورة الإسلامية في إيران والكثير الكثير من الوقائع والأحداث التي تصب في خانة إستهبال المواطن وحرمانه من حقة بالوصول الى المعلومات ناهيك عن نسق الحق المقدس بحرية الرأي والتعبير والمعتقد…
–
يخافون؟ من بضع أحزاب يسيمها ديغول عيد في فيلمه؟ خايفين؟ أنا أسميها، الفيلم عن مجازر متبادلة ما بين عصابات وميليشيات الحزب السوري القومي الإجتماعي والكتائب اللبنانية، من لا يعرف ان ميليشيات اليسار اللبناني قتلت وذبحت المسيحيين اللبنانيين بالتعاون مع الفلسطينيين رداً على قيام الميليشيات المسيحية بقتل وذبح المسلمين من اللبنانيين، من لا يعرف ان الأحزاب الدينية والعقائدية قتلت الشيوعيين بدعوى التكفير تحت شعار إقتل شيوعياً تدخل الجنة، من لا يعرف ان ميشال عون شخصياً قاد حصار تل الزعتر، من شو خايفين؟ ولم هذا الإستغباء؟ هل يخافون على تحالفاتهم الحالية؟
–
من لا يعرف تاريخ الحرب اللبنانية؟ من لا يعرف ان القومي السوري إرتكب مجازر بالمواطنين العزل؟ ومن لا يعرف ان غريمه الكتائب فعل الشيء نفسه في ذلك الوقت؟ لم يخافون من المراجعة؟ يخافون لأن المراجعة والمحاسبة لابد وان تمتد وتمتد لتطيح بهم وبالطبقة السياسية البالية التي تتحكم برقاب المواطنين اللبنانيين حتى الساعة.
ثم ان خبرية إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتحريض على العنف ! إستهبال وإستغباء ما بعده إستغباء، ما الذي يحض على العنف والنعرات؟ فيلم بوقائع حقيقية حصلت وراح ضحيتها مدنيون عزل؟ أم ربيب الشوارع وئام وهاب وتهديداته و عسيس المخابرات جميل السيد وحقه الذي سيأخذه بيده؟
إن قيام الرقابة بمنع الأفلام هو لمخالفة فاضخة للشرعة الدولية لحقوق الإنسان بالمقام الأول، و لنصوص الدستور اللبناني “العين تحرسه” بالمقام الثاني، ثم وبأضعف الإيمان مخالفة لكل قواعد الحريات والإنسانية.
–
هم يخافون، نحن لا نخاف، نحن ندرك قيمة الإستفادة من عِبر التاريخ، نحن حفظنا الإمثولة، وحفظناها جيداً وندرك تماماً ما حدث خلال الحرب الأهلية، نعلم من قتل ومن ذبح ومن حرض ولا يزال يحرض، أصلاً ما بدها “فهلوي” من قتل ؟ ومن ذبح خلال الحرب الأهلية… الجواب “كلهم”.
–
نكاية بالقمع، نكاية بالظلامية، نكاية بالتعتيم، نكاية بسحق الحريات، أنشر ادناه مواداً من “ما هب ودب”، وبناء عليه، إن قرروا إعتقالي أو توقيفي، عليهم أولاً توقيف كل من يثير النعرات بالتهديد والوعيد والسباب ومن ثم إستدعائي وإلا فليبلطوا البحر…
–
أولاً: فيلم طيارة من ورق كاملاً
–
فيلم بيرسوبوليس كاملاً وهنا جزء من الفيلم
–
HELP TRAILER
–
اترك تعليقاً