بعدما بكينا وتباكينا سوياً في التدوينة الماضية، كان لابد من أخذ النّفس وإسترداد الطاقة والغياب عن التدوين لإسبوع لألتقط أنفاسي المتقطعة بعدما كتم عليها جميل السيء ومظهره وإطلالته التلفزيونية البطولية عقب عودته من الخارج سالماً لا غانماً…
–
ولكن لا مفر من المقدور، فقد شاء القضاء والقدر ان يضعني مجدداً بمواجهة النحيب و “تنتيف الشعر” ومن يعرفني يلاحظ انني انتف شعري كثيراً في الأونة الأخيرة حتى باتوا “شعرتين ونص”… لا وبيقولوا عني حامل السلم بالعرض كمان!!!
–
وطن النتف المتواصل بات يستحق دخول موسوعة غينيس لأكبر ساحة جريمة في تاريخ العالم، يخزي العين، 10452 كلم مربع من النصب والقتل والسرقة والإحتيال والكسب الغير المشروع والطائفية، والأدهي كلها جرائم يعاقب عليها القانون ومنها ما يصل عقوبته الى حد الإعدام كالخيانة العظمى، اما الجرائم البسيطة “كالهبل المستشرس” و “الكذب المستفحل” فعقوبتها مختلفة، الأولى “سحسوح” يعّلم الأصابع الخمسة على رقبة الوزير، والثانية “كف على نيع” سعادة النائب عله يستفيق ويعرف حجمه الطبيعي وإن كذبة تمثيله للشعب والأمة ليست سوى جزء من نوبتي السعار والكلب اللتين إنتابتاه قبيل الإنتخابات النيابية الأخيرة.
–
أكاد افقد الأمل أحياناً لثوانِ، قبل ان استعيده معللاً الأمر لنفسي بطول المعركة نحو تغيير حقيقي يعيد الأمل الى البلاد ويطيح بسلاح الطائفية والمناطقية من ايدي الطبقة السياسية اللبنانية العفنة والصدئة، ويرفع المقصلة عن رقابنا نحن اللبنانيين.
–
بين سوء آداء 14 آذار وإستقواء 8 آذار، يقبع فخافة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان حائراً تائهاً وضائعاً، لا يجد لنفسه شغلاً ولا مشغلة سوى الإكتفاء بالبروتوكول والتشريفات والتمثيل الرسمي.
–
فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في نيويورك، يلقي كلمة لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضمونها ذاته لم يتغير من رئيس الى رئيس، تتمحور حول الصراع العربي الإسرائيلي والتحديات في المنطقة والتهديدات الإسرائيلية للبنان ذلك لأن الأمم المتحدة تبقى مشكى الضيم و “البز” الحنون الذي نبكى عليه ونرضع منه الأمل بحلحلة مقبلة للوضع…
–
فخافة الرئيس، عذراً، لكن فاتك الى حد الغياب الكامل التعبير عن مشاكل لبنان، سؤالي لك فخامة الرئيس هو السؤال ذاته الذي تهربت منه في كافة مقابلاتك في نيويورك، وخلال إتصالاتي ببعض الأصدقاء المتمترسين على بوابة الأمم المتحدة يستقون التعليقات الصحافية يؤكدون انك لم تتطرق الى اي موضوع يمت للشأن اللبناني بصلة، فخافة الرئيس اعاود السؤال، ما هو الأخطر على لبنان في الوقت الراهن؟ الخطر الإسرائيلي؟ أم خطر الفتنة الداخلية والحرب الأهلية التي يؤججها طرفي النزاع حتى بتنا على أبوابها؟
–
فخامة الرئيس خطابك يذكرني بيوم إستحضروا أوبريت الكابوس العربي، عفواً، الحلم العربي (أجيال ورا أجيال حتعيش على حلمنا) أواخر العام 1998 ونصبوا منصة على مسرح كبير في وسط بيروت، ولأن الحفلة مجانية حضر الهاجوج والماجوج، فوقع إشكال سببه ان X (من التابعية السورية) إستغل الزحام والتدافع وقام بملامسة مؤخرة Y (لبنانية) فنفرت وصرخت فتدخل صاحبها Z الى جانبها وقام المشكل ولعلع الخبيط وطارت الكراسي والقناني وأصابت المغنيين على المسرح، فتوقف الحفل، وتدخلت القوى الأمنية ولما هدأت ساحة النزاع أطل متعهد الحفل على المسرح، تقدم بخطى ثابتة، أمسك بالمايكروفون و القى باللوم على… العدو الإسرائيلي !
لا أزال أضحك حتى تكاد مرارتي تنفجر كلما تذكرت تلك الحادثة…
–
بالعودة الى فخامة الرئيس، إسمح لي فخامتك ان الومك شديد اللوم، وارفع صوتي عليك، معليش انت تقبلها من ابنائك، فخامة الرئيس قمت مجدداً بالخطأ الأعظم، وللمرة الثانية…
–

–
يا عالم، فخامة الرئيس ميشال سليمان لم يكتفي بما فعله في المرة السابقة وأعاد الكرة بمصيبة جلل، في المرة الأولى هنأ ريما فقية الأميريكية من اصل لبناني بفوزها بملكة جمال اميركا، وبعث لها ببرقية رسمية في اليوم نفسه الذي قام القضاء اللبناني بتجريد أولاد الأم الفاضلة سميرة سويدان من جنسيتهم اللبنانية، واليوم، التقى الرئيس سليمان شخصياً بريما فقيه واهداها الدرع الأغلى، اهداها شرف الأمة اللبنانية، درع رئاسة الجمهورية….
–
فخامة الرئيس، ما الذي فعلته ريما فقيه لتستحق هذا الشرف؟ بالمقابل عليك بالنظر الى سميرة سويدان الام البطلة المكافحة التي تحدت ولا تزال تتحدى الظلم والإستبداد كل يوم، متمسكة بلبنانيتها، وبوجوب تمريرها لأبنائها، فيما ريما فقيه بالكاد “تشبق” كلمتين باللبناني ولا تعرف ادنى شيء عن لبنان، حتى يوم قابلها سعد الحريري لم تتعرف عليه وسألته عن إسمه !!
–
كان أفضل بمئات المرات ان تمنح الدرع الكبير لمغترب لبناني يفني حياته في الولايات المتحدة ليرسل لأبنائه ما يطعم أفواههم، او لعالم لبناني متفوق متمسك بلبنانيته ويرفع لواء لبنان في المغترب، هذا إن كنت مصراً ان لا تمنح الدرع لسميرة سويدان.
فخامة الرئيس، لا تعتقد ولو لثانية انني مستعد لجوقة تحليل ومقاربة بين ريما فقيه وسميرة سويدان، إنما أكتفي بعرض الصورتين أدناه، وأهيب بفخامة الشعب اللبناني، الحكم الاكبر ومصدر السلطات، ورب نعمتك، ودافع راتبك، اهيب به الإحتكام الى الضمير، والى العقل والمنطق والإنسانية والعدالة الأسمى، فليختار لمن يجب ان تذهب الدرع المذهبة…
–

–
فخامة الرئيس، لا تعتقد ولو لثانية انني لو كنت جاهلاً بشؤون ومصائب اخوتي في وطني ونظرت الى الصورتين اعلاه كنت سأختار سميرة سويدان، بل كنت سأهلل لريما فقيه، واعطيها صوتي، لكن مهلاً، انا مواطن مسكين، لست لا رئيساً للجمهورية، ولا في رقبتي شرف الأمة ولا درع رئاستها…
–
فخامة الرئيس، كنا نتوقع منك ان تنصف لا سميرة سويدان، بل درع الرئاسة بحد ذاتها، بس يا حسرة، جيت لتكحلها… عميتها
–
–
–
اترك تعليقاً