بعدما “شرقطت” و “ولعت” و “تشحبرت” و “إنفجرت” الأزمة السياسية في لبنان بين طرفي الأزمة وما لف لفهم من هتّافين ومسلحين وزعراناً ووظاوظ، وصلت الأمور الى حد السخرية القصوى والتنشيذ اللامتناهي، فهزُلت …
فيما البلد على كف عفريت، ونفوس الطائفيين من شلل وجماعة الآذاريين (8 و 14) تغلي، وفيما بعض السياسيين “الفراطة” يساهمون بتأجيج الوضع، وبينما يقف المواطن “الطفران” و “الحيران” و “الزهقان” عاجزاً امام التزحلق المستمر نحو آتون الدم والحديد والنار، يطل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الرئيس العماد ميشال سليمان ليعلن موقفاً يصوب الأمور كونه آتياً من رأس الكيان والدولة وقمة الهرم…
على إن الإنتظار المنشود إنطبق عليه المثل القائل “جبنا الأقرع ليونسنا، كشف عن قرعتو وخوفنا”…
أطل رئيس الجمهورية اللبنانية، فخامة العماد ميشال سليمان ليطلب من وزير الإعلام طارق متري وقف بث البرامج التلفزيونية التي تحوي نكاتاً إعتبرها فخامته بذيئة و مسيئة للذوق العام!
وتابع البيان : وذكر رئيس الجمهوريّة أنه وزوجته السيّدة الأولى وفاء سليمان تلقيا عشرات الاتصالات من مسؤولين وشخصيات ومراجع دينيّة ورؤساء جمعيات وعائلات لبنانيّة من مختلف المناطق تشكل في معظمها المجتمع المدني تطالبه بالتدخل لوضع حد لما أسمته “الفلتان الإعلامي” المتمادي الذي ينعكس سلباً على الأسرة اللبنانيّة خصوصا لدى النشء الذي يتأثر بمثل هذه البرامج فيعمد إلى ترداد ما يشاهده ويسمعه من مفردات أقل ما يقال فيها إنها تخدش الحياء وتعلم الرذيلة.
ولووووووو !!! يا فخامة الرئيس!! عم تستكتر علينا التنكيت والمزاح ؟!!
أولاً: فخامتك تستجيب لعشرات الإتصالات من المسؤولين والشخصيات، وتتناسى ملايين الصرخات من المواطنين العاديين (للتذكير، إن نفعت الذكرى – قضية سميرة سويدان (الأولى) و (الثانية)
ثانياً: عشرات المواطنين يا فخامة الرئيس لا يجوز تسميتهم (معظم المجتمع المدني) غلطة مخيفة يافخامة الرئيس، فما هو تعريفك لمصطلح المجتمع المدني ؟!!!!!
ثالثاً: الفلتان الإعلامي هو ما تمارسه المحطات اللبنانية كافة دون اي إستثناء من تجييش للعواطف الثأرية والطائفية والمذهبية، الفلتان الإعلامي هو التهديدات من مجالس عاشوراء، وما قابلها من تهديدات أسوأ من طرابلس، هذا دون الإتيان على ذكر تصريحات اناس مثل وئام وهاب (مثال هنا) و جميل السيء (مثال هنا) و جماعة التيار السلفي وغيرهم…
رابعاً: يا فخامة الرئيس ما ينعكس سلباً على الأسرة اللبنانية والنشىء هو ما تقعله الطبقة السياسية التنحة من ترسيخ للكراهية بين المواطنين وتنمية روح القتال والإقتتال وكره الآخر، السلبي يا فخامة الرئيس هو ان لا “يدعس” الشيعي في طريق الجديدة، ولا يقترب السني من حارة حريك، ولا يجروء المسيحي على العودة الى دير دوريت ورمحالا،….
خامساً: نذكرك يا فخامة الرئيس انه من النادر وأشدد على الندرة هنا، ان يجتمع لبنانيين إثنين ولا يدور بينهما حوار “تنكيتي” عن “السكس”، فهو جزء من الثقافة الشعبية “التنكيتية” لكل شعوب العالم… وحياة شرفك العسكري يا فخامة الرئيس انني خلال عملي على تقديم المساعدات بعد حرب تموز سمعت ذات النكتة مرتين، مرة في قرية يغلب عليها التدين إستعمل فيها الراوي كلمة “تبعو” فيما في قرية أخرى سمعتها على اصولها.. “طيزو”… (حتى ما نقول شي تاني)، المواطن اللبناني يا فخامة الرئيس يمزح ليلهي نفسه، ولك شو بدك يانا نفقع ونطق !!!! ولووو حتى التنكيت صار عليه جمرك !!
في كل بلاد العالم يا فخامة الرئيس تقوم الثقافة الشعبية على المزاح السمج والنكات ذات الإيحاء الجنسي، ربما الأمر تأخر على شاشات التلفزة اللبنانية لأنها ملهية ومشغولة بالحروب وويلاتها وكذلك نقل خطابات السياسيين من على المنابر ففاتتها الموجة…
فخامة الرئيس أنا نكتجي، ومزيح، وأكاد لا افهم لا النكتة ولا الإيحاء بسبب “الزمور” الذي يقطع العبارة التي تصنف بذيئة! أصلاً البرنامج مبتور من اساسه… تريد مزيداً من الرقابة ؟؟ (برنامجي لول و اهضم شي)
لا يحق لك يا فخامة الرئيس التدخل لوقف اي برنامج على اي قناة تلفزيونية صوناً للدستور الذي ينص على حرية الرأي والتعبير، يكفي انهم عدلوا الدستور ليأتوا بك رئيساَ رغماً عن إرادة المجتمع اللبناني واغلبية المواطنين، فخامتك رئيس تسوية مفروضة، لا رئيس منتخب..(ما حلنا ننسى، ما صرلك بالقصر إلا من مبارح العصر)…
الأجدى يا فخامة الرئيس ان تشمر عن ساعديك وتقوم بما تمليه عليك وظيفتك، فخامة الرئيس عليك بالـ (Job Description) خاصتك لتستحق راتبك الذي يدفعه الشعب اللبناني، وتضع حداً للمواجهات وجر البلد الى الحرب والتهلكة، فهذا دورك السياسي، ودع المزاح والدعابات وشأنها علها تنسينا مصابنا بك و ب 128 صنماً و 30 إضحوكة يحتلون مجلس الأمة ومجلس وزارتها ويدعون تمثيلها…
نص الخبر من موقع ليبانون فايلز

–
اترك تعليقاً