سوليتير …

لطالما ظننت ان هناك شيئاً واحداً يفرح القلب في لبنان، وهو شح الموارد الطبيعية، الأمر المفترض ان يكون وبالاً على الدول هو نعمة بحد ذاتها في لبنان، تصوروا مثلاً لو ان لبنان بلد غني بالموارد الطبيعية والمعدنية والمشتقات النفطية، إففف!! إن شح موارد لبنان الطبيعية من بترول وماشابه يحمينا، نعم يحمينا، فبعد سرقة عقود الخليوي والتلزيمات والأموال التي تدفقت على لبنان بعد حرب تموز، إضافة الى نهب الوزارات والمرافق من قبل كل (وأشدد على كل) من توالى على السلطة في لبنان، المهم ان كلها موارد مؤقتة و غير مستدامة (فميا عدا الوزارات والمجالس) فهي ليست بنبع! ومهما بلغت إنتاجيتها فإنها ستنضب يوماً لكثرة الغارفين من بركتها وبالتالي تتلخص النعمة في ان النصابين اللبنانيين سيصبحون بلا عمل! فهم “بلا شهادة ولا صنعة” وما تعلموا يوماً سوى مهنة النصب والإختلاس و “قرط” المال العام! تصوروا ماذا سيحصل ان نضبت الموارد وشحت.. سيصبحون بلا عمل، وبالتالي “عواطلية” إما يرتحلون بعقد عمل خارج لبنان وإما يصرفون ببذخهم المعهود فيفلسون وعندها يدركون “حجمهم الطبيعي” و”يتضبضبون” ويصبحون “ملطشة”…

توسمت وتوسمنا خيراً مثلاً بأن كل متر في وسط بيروت قد بات مستغلاً، بمعنى ان القصة خلصت، ولم يعد هناك من مساحات تصادرها السوليدير لمصلحة مشاريعها، وما هي إلا مسألة وقت حتى تبدأ بنصب نفسها فيخرها السوس “فتفرط”…

على انني نسيت ان سوليدير تستحق ان تغير إسمها الى “سوليتير” لأن كل ما تمسه السياسة اللبنانية يتحول ذهباً خالصاً ومنجماً جديداً يفتح على مصراعية…

التراب بيصير ذهب سوليتير.. فقط مع شركة سوليدير، هل سمعتم يوماً عن “تبليط البحر” ؟

هذا بالتحديد ما فعله مجلس الإنماء والإعمار، بلط البحر، حرفياً، واليكم المعلومة الخاصة، وعلى من لا يصدق ببساطة قراءة الجريدة الرسمية في عددها الذي سيصدر بعد شهر من اليوم…

انجز مجلس الانماء والاعمار الموقر نقل أكثر من 25 الف متر مكعّب من الأملاك على الواجهة البحريّة بعد ردمها  الى شركة سوليدير (اي انهم حرفياً بلطوا البحر)، على أن تستخدم لاحقاً في إطار الانشاءات العقارية، الأمر الذي سيحول البحر ذهباً هذه المرة لا التراب فقط…

الخبرية أوردها للدلالة على امر واحد… سمعنا ان في بحر لبنان نفطاً وغازاً وبترول، وبالتالي، يلي بدو يمد إيدو ويسحب ولو قطرة واحدة من هذا المخزون قبل ان ترحل عصابتي 14 و 8 آذار عن الحكم، بدنا نكسرلو إياها…


Posted

in

,

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *