حتى عندما يتخطى الفجور بشتى انواعه جميع الخطوط والمقاييس حتى (وعدم المؤاخذة) “المتشرمطة” منها يستعصي علينا كلبنانيين فهم كمية العهر والعربدة التي تتعاطى فيها طبقة “الإيليت” السياسي اللبناني مع هذا البلد “المنعوف”، مع ان اللبنانيين، وهم الخبراء بطبقتهم السياسية التنحة والسمجة التي وبرحمة ضميري المأسوف على شبابه ما كانت لتتربع لا على كرسي ولا مجلس ولا طاولة لولا ان بعضنا هو من يستمر بإعادة تدويرها، عندما يتخطى فعل عهرها حد اللامعقول و الامسؤول واللامقبول يصبح التنظير بالسياسة والمفاهيم والمعايير الدولية والعالمية “دق بلاي ستيشن” سخيف أمام كمية الولدنة التي يستحضرها النقاش بجانبيه المعارض والموالي.
بعد ان باتت المفاهيم والاطر الديمقراطية من رحم الماضي منذ زمن بعيد، إرتكز النظام اللبناني “المعووج” على خازوق الديمقراطية التوافقية الذي لا ينفك “يزحط” بفعل التدخلات الأجنبية لينزلق في قفانا واحد يقول للتاني…
أسجل أولاً شديد إعتذاري على سوقية الكلام الذي تنطوي عليه هذه التدوينة، لكن كما يحق للشاعر ما لا يحق لغيره، يحق للمواطن “البالع صرماية” ان “يبعبع” ولو قليلاً بما اوتي من مفردات لم يتعلمها إلا من معاشرته المتلفزة يومياً لهؤلاء القابضين على زمام الحكم.
مساء اليوم كنت على موعد مع صديقتي “ميرا” الآتية من “كوكب” آخر لزيارتي، خلال الحديث الكحولي المطول سجلت ميرا بما يقطع دابر الشك ابرع فلسفة في التنظير السياسي المفصل تماماً على قياس الحياة السياسية اللبنانية بجملة فيها من البلاغة الفلسفية ما يفوق نظريات “أفلاطون” وما يهدم معابد جوبيتير ويطيح بأرسطو وأورفليس حتى ولو بلبنانيتها المكسرة و”المجعلكة”…
“كللن نفس الخرا، بس غير ريحة”
شكراً ميرا…
في لبنان، كل اهل السياسة ذات الخرى، بس الريحة بتفرق، في ريحة سعودية، وريحة سورية ولافرق، فالرائحة مستوردة في كلا الحالتان او الحالتين (ليش أصلاً بعد فارقة؟)
في لبنان ولأن رائحتنا “فاحت” و إستفحلت ففقدنا حاسة الشم الوطني، بات من الضروري ان نسّلك المجاري الخارجية لتسعفنا برائحتها، من السين – سين (سعودية – سوريا) الى أه – آه أي (اميركا – إيران) وليس الصوت الناتج عن جلسة السكس…
فقط في لبنان يختلف خصوم الأمس ويتراشقون التهم بالتبعية والخيانة والإرتهان للخارج واعود وأذكر “بالخيانة الوطنية” ليجلسوا الى الطاولة ذاتها ويؤلفون الحكومة ذاتها بالوزراء ذاتهم … والبلد؟ لأ مش ماشي…
بغض النظر عن شهود الزور كونهم ظاهر المشكلة لا باطنها، كيف يمكن للمعارضة مثلاً ان تتهم حكومة لبنان بالتبعية والعمالة لإسرائيل (مما يجعلها حكومة عميلة) ثم تهادنها وتلتف حولها وتطعمها بوزاءها لا بل وتجادل في حصصها فيها ؟؟؟ حسناً، وإن كان المستر سعد الحريري على يقين بأن المحكمة الدولية “آتية أتية أتية” لتصب مشنقة العدالة لهؤلاء (مما يجعلهم قتلة ابيه) كيف يهادنهم بدوره ويؤلف معهم حكومة وحدة وطنية؟؟؟
من المؤكد ان الفريقان النصابان لا يأبهان سوى لتناهش السلطة، والإثنين مسؤولين بالتكافل والتضامن فيما بينهما ( عدم المؤاخذة: كس إخت هيك تضامن) عن الوضع المتردي والمزري الذي وصل اليه المواطن اللبناني المنتوف والمنعوف، والذي “من إيدو الله يزيدو” فليصمت كل لبناني يطالب بلقمة عيش كريمة إن لم يعود عن غباءه المتمادي بمناصرة اي من هؤلاء المتناهشين على السلطة، عوضاً على ان يثور ويطيح بهؤلاء كما يحصل في تونس مثلاً…
خلاصة القول، الطبقة السياسية اللبنانية بشقيها الموالي والمعارض تدين بالولاء لمحركيها الأجانب ما يجعلهم جميعاً في مصاف العملاء مهما كان هذا الطرف الخارجي، سوري سعودي، او اميريكي – إسرائيلي – إيراني
اللبناني (اي لبناني) مبهور بقوة طائفته وزعيمها هو وعدم المؤاخذة “أكيل خرا” لماذا؟ لأنه لا يفهم مدى إتساع بورصة المناكفات الدولية على أرض لبنان البخسة الثمن تماماً كما حدث قبل الإنفجار الكبير العام 1975.
فقط عند الإطاحة بالكوميديين الأذاريين معاً (8 و 14) سنستطيع كلبنانيين واعين ان نمنع ان يكون بلدنا ساحة للصراع العربي على الصدارة بين فهد النفط السكران وأسد الجولان، او تصفية حسابات دولية بين “نيو جرسي المدمرة” و “بوشهر النووية”…
حتى حلول ذاك اليوم الذي نتمتع به “مجتمعين بكافة شرائحنا” بذاك الوعي، لا داعي للقلق، فالأمن ممسوك من طيزو، والبلد معتاد ان يستمر دون مؤسسات ولا خدمات، ولا خوف من إستقالة ألف حكومة وحكومة فهي بالأساس حجارة داما محروقة في لعبة مصالح تنتهي بتسوية سريعة تعيد كل شيء تماماً كما كان، مجدداً، لا تقلقوا الأمر لا يعدو كونه نفس الخرية، بس غير ريحة، يعني بالإنكليزي Same shit, different day
–
–
اترك تعليقاً