مش إنو شي، بس فعلاً اللبناني ملك السكس، ولإثبات هذه النظرية “سياسياً و سوسيولوجياً” لابد أولاً من شرح ما هو السكس؟ بالمفهوم الشعبي طبعاً السكس هو فعل “القراطة” اي قًرط، يقرط، مقروطُ، اي ان يكون احدهم مطية والأخر هو الممطتي وبتحقق فعل القرط تستوفي العملية شروط تسميتها “سكس”.
جيد، إذن فعل “القراطة” يوازي فعل السكس، فالإثنين واحد، فلننظر الى المعادلة على الشكل التالي:
المواطن اللبناني المضحوك عليه مهما كان إنتماءه السياسي ينزل الى صناديق الإقتراع ويقترع إما بالحبر وإما بالدم مقابل لائحة طويلة من الوعود من رئيس حزبه او طائفته او زعيم منطقته، الوعود كلها تتبخر طبعاً بعد الإنتخابات النيابية، فلننظر هنا الى حالتين مثلاً، أولاً حالة الشارع الـ 14 آذاري ووعود العبور الى الدولة وتحقيق العدالة وإقامة دولة المؤسسات والتعهد بعدم عودة الوصاية السورية، كلها طبعاً وعود متبخرة طارت وكأنها “قنينة سبيرتو مفتوحة”، فلننظر الى الشارع الآذاري المقابل، إنزلوا العالم الى الساحات وعطلوا الأشغال وشلوا البلد سنة كاملة بالخيم وقطع الطريق ووعدوا بإسقاط الحكومة فلما عجزوا عن ذلك “فرطعوا” السلاح وقامت الدنيا ولم تقعد إلا بتسوية خارجية في الدوحة (الدوخة) على جري العادة، هم ايضاً جيشوا جمهورهم وطائفييهم تماماً كما الفريق الآخر وإنتهى الأمر صراعاً “فاشوش” على السلطة.
حسناً، فلنرى الأمر من زاوية أخرى، من زاوية المواطن المسكين مجدداً، من من الطرفين الآذاريين يرفع شعاراً لتحسين حال المواطن؟ (اللهم إلا للتلطي خلقه)؟ لا أحد، على ماذا يقوم الصراع اليوم؟ على محكمة دولية، وشهود حقيقة او زور، وصراع على من يمسك بالحكومة، فإذا امسك بها أهل الرابع عشر من آذار بقيت المحكمة، وإذا أمسك بها اهل الثامن من الشهر المسكين نفسه طارت المحكمة وطار اللي خلفها كمان، إذن عملية الصراع هي بين نهجين سياسيين بالكامل في صراع وسخ ودنيء على السلطة، (طبعاً القصة اعمق من ذلك بكثير لكن فلنغلب ظاهرها على باطنها) المهم ان التصرف المذكور أساء بداية الى رفيق الحريري في قبره (إن كان يستأهل الرحمة) وبالمقام الثاني الى من يسمى بشهداء المقاومة (أيضاً، اللهم إن كان من سقط وهو يحارب في بيروت يدافع عن أرضه ضد العدو).
تذكير سريع ان النظام اللبناني الأعوج القائم على المصالح المتبادلة بين “العرصتين” الآذاريين ، فيوم إمتلكت 14 أذار القوة المطلقة (مرتين) بعيد الإنتخابات النيابية للإطاحة كلياً بنبيه بري من موقع رئاسة مجلس النواب لم تفعل، ولعبتها “ديرتي” وسخة يعني واعادته بستون صوتاً الى تلك الكرسي التي لو فقدها سيفقد آلاف من مناصري حركة أمل وظائفهم الوهمية، فيما اعادت الثامن من آذار كرسي الحكومة للحريري في تثبيت لهذا العرف، فإذاً بحسب كلام السيد نصر الله ان على الحريري الإكتفاء والإنضمام الى نادي الرؤساء السابقين لماذا لا يتضبضب بري ايضاً؟ اللهم إلا إذا كان الأمر مجدداً صراعاً على السلطة…
في خضم هذه المعمعة وعود على بدء، كل الشعارات المرفوعة حالياً من الشرموطتين الآذاريتين لا تمت للمواطن المسكين بصلة، لا من حيث تحسين مستوى دخله لمواجهة التحديات والغلاء المستفحل، ولا من جهة تأمين خدمات صحية، ولا ماء ولا كهرباء ولا الحد الأدنى من العيش الكريم، وهي العناوين العريضة التي صوت لهما المواطن على أساسها، إما “زي ما هيي” وإما “بتكليف شرعي” او طائفي او مالي.
المواطن اللبناني تحول الى مطية للسياسيين يصلون عبرها الى تلك الكراسي التي باتت ملتصقة بمؤخراتهم وكأنها مسجلة بأسمائهم، وكون اللبناني مطية، ينطبق عليه فعل “القرط” او السكس إن لم نقل إغتصاباً، وبفعل القرط المستمر وفي القفا على الأرجح، يبدو ان المواطن بات يستمتع بالأمر حتى انه يلعبها “كماسوترا” راضياً بما آل إليه حاله، وبالتالي بات ملكاً على عرش السكس، آكل الخازوق عالطالع وعالنازل، وللأمانة ان السياسيين كلهم لا يعتمدون على قدراتهم الجنسية فحسب فهم “خيخة” بصراحة، بل يعتمدون بقوة على “سيالس” الأوروبي، او “الفياغرا الأميريكي” او “سنافي” الخليجي، او حتى الوصفة التقليدية الدائمة ” شرش الزلزع” السوري.
إن كنت لا تزال تهتف لطرف سياسي من اطراف المعادلة “السكسية” أعلاه، مبروك، انت وبكل فخر ملك السكس…
–
اترك تعليقاً