صيدا: أول سحسوح على رقبة النظام

مع انني شخصياً ضد نظرية السحسحة، إلا انه لربما انبتت القوى السياسية اللبنانية التقليدية والمتحجرة (فكرياً) جلد تمساح عتيق، ولربما ان جلد التمساح المصفح هذا يمنعها من تحسس المتغيرات والعوامل على الساحة اللبنانية، فموجة التهليل قد إنحسرت ليرتفع في المقابل منسوب الوعي السياسي الشعبي ليضع الأصبع على جرح الأمة النازف دائماً وأبداً،… النظام، ورموزه.

حطت رحال الشباب الهادر في صيدا هذه المرة ، المدينة ذات الحساسية والتوتر العالي كان جلياً بأن الأمور لن تمر على مايرام إن حاول اطراف النزاع في المدينة إستغلال التحرك، فيما الذكاء الحريري الذي إستشف ان حضوره لعبة دنيئة مكشوفة، اصدر تعليمات افضت الى سحب المؤيدين من الشوارع دون مواكبة التظاهرة ومحاولة (لا مؤاخذة) التزلف والإلتصاق بقفاها، قوبل في المقلب الآخر بإستغباء “تمساحي” لأرعن البعث النائب (عن النظام لا الأمة) قاسم هاشم الذي ابى إلا ان يواكب رئيس كتلته في التلون كالحرباء.

إنه الصدام الأول مع النظام، سيليه بالطبع صدامات إخرى، سيشوهون الحقائق، سيلوون الاحداث، سيفعلون المستحيل، صدف هذه المرة ان كان الصدام مع طرف دون الآخر، الى ان النيات المبيتة موجودة عند كافة أطرف النظام الطائفي، بشقيه 8 و 14 آذار…

قبل الخوض في تفاصيل ما حدث في صيدا، إيضاحاً للصورة وإنعاشاً للذاكرة اللبنانية نستعير الخبر التالي من صحيفة الدار، الخبر الذي اضحكنا كثيراً قبل يوم واحد من إندلاع ثورة الشعب الليبي ضد ديكتاتور الزنغا زنغا.

الرابط بين الصورة أعلاه وما حدث في صيدا هو رابط وثيق للغاية، القصة ذاتها، احد رموز النظام الطائفي حاول الإندساس في التظاهرة، تصدى له المتظاهرين، رحل، ثم عاد محاطاً بأزلام تيارات سياسية من صيدا، فكان ان رفعت فوق رأسه يافطة تشير الى انه شخص  غير مرحب به رفعتها صبية مقدامة، فوقعت الواقعة، احد حراسه الأشاوس شهر مسدساً، آخر شهر سكيناً، فيما بعض الإعلاميين حولوا كاميراتهم الى أسلحة على نسق عصا البايسبول، الصبية التي رفعت اليافطة دفعت فوقعت ارضاً ، اخذت منها اليافطة، فيما مصور تلفزيوني يضرب الناشط اسعد ذبيان بالكاميرا، ويسألون كيف كسرت الكاميرا؟؟ فعلاً ضربني وبكى سبقني وإشتكى!

بحسب تقرير قناة المنار، يبدو ان التظاهرة من تنظيم التيار الشعبي الناصري وإندس فيها عناصر مشبوهة بهدف المساس بسلاح المقاومة!!! الأمر ليس غريباً فهم لا يملكون اي مبرر آخر لتفسير ما حصل، هم محرجون امام جمهورهم! فإستحضروا اقدس اقداس القضية، فمن ليس معنا هو ضدنا !

بالمناسبة، لا ادري كيف يقبل الشباب المعتصمين في صيدا بوجود جماعة التنظيم الناصري في صفوفهم، فقبل المطالبة بإسقاط النظام ينفع لو يطالب جماعة هذا التنظيم بإسقاط رموز الحزب الوراثي، من الأب الى إبنه تماماً كما احزاب الجهة المقابلة، كلهم جزء من هذا النظام الطائفي يتربعون على عرش النظام كما يتربعون على عرش الأحزاب…

أما عن مقالة جريدة الأخبار، فحدث ولا حرج، كاتبها يؤكد ان التظاهرة لم تتعدى الـ 700 شخص؟ حبذا لو يخبرني كيف احصاهم؟ فرداً فرداً ؟ كيف احصى 8 إشكالات؟ او ربما قام بإحصاء عدد “السحاسيح” التي إنهالت رقاب من رفض محاولة جديدة لإستغلال الحراك والظهور بمظهر المؤيد؟ الأمر المضحك ايضاً في مقالة الأخبار هو الحديث عن ان العراك كان بين المتظاهرين انفسهم بسبب إنقسامات داخلية، شو بخصوص النائب الأزعر وعصابته؟ براءة ؟

 

مقالة الأخبار

هل من الممكن تفسير مدى عصبية مراسلي الأخبار والمنار؟ هل لأن النائب “المرفوض حضوره” ينتمي الى الخط السياسي ذاته؟ كثير حلو! نستشف من هذا انه لو حضر احد نواب المستقبل الى تظاهرة طرابلس وجرى طرده فسيضربنا مراسلو المستقبل الصحيفة والتلفزيون…

بئس الإعلام اللبناني… الذي نترك امره للفيديو أدناه

أمر دنيء آخر، هو إنضمام جمعية الأدب والثقافة الى شلة المتباكين بإستضافتها مؤتمراً صحافياً عرضت فيه الكاميرات المكسرة (على رؤوسنا)

آخر الأمور المضحكة هو تضامن بهية الحريري و اسامة سعد مع قاسم هاشم، وإستنكارهم ما سمي بالإعتداء على الإعلام.

لن اخوض في مزيد من المهاترات، سأخوض في المزيد من التحليل في تدوينة أخرى غداً، عملياً قاسم هاشم والنظام معه قد طالهم سحسوح معنوي قوي جداً، قدموا لنا خدمة كبيرة، جهدنا خلال اسابيع ان نشرح للجميع بأن الحراك مستقل ضد جميع رموز النظام، بالتالي حضور قاسم هاشم وطرده بهذه الطريقة والتشويه الإعلامي الذي رافق الحادثة أثبت بما يقطع الشك اننا ضد النظام ورموزه.. كل رموزه الصور والفيديو ادناه كفيلان بشرح ما حصل

 

[tube]http://www.youtube.com/watch?v=g0UHW_EfsY0[/tube]

 

اسعد ذبيان (بيروتيات) مضروباً

 

 

اليافطة التي رفعت رفضاً لحضور قاسم هاشم

مجموعة الصور عبر الفايسبوك هنا

 


by

Tags:

Comments

ردان على “صيدا: أول سحسوح على رقبة النظام”

  1. الصورة الرمزية لـ abou alish

    كيف ستواجهون إزالة الخيم من صيدا و التفاوض السياسي و الحزيب الذي تاجر بتعب الشباب ؟؟؟

    1. الصورة الرمزية لـ انس

      أتصور أن الجواب هو: بالمزيد من التظاهر. بكل بساطة!

      http://sinfulcedar.wordpress.com/2011/04/03/ending-sectarianism-works/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *