إن كان لأي لبناني ان يخرج بإستنتاجات حول وثائق ويكيليكس المنشورة في جريدتي الأخبار والجمهورية، فعلى الارجح انها ستتمحور حول ثلاثية من الأسئلة وإجاباتها، أولاً: ماهي المتطلبات الوظيفية (جووب ديسكربشن) لأي اميريكي لتبوء منصب سفير الولايات المتحدة في لبنان؟ والإجابة : لسان طويل جداً وساعات اطول من الطباعة على الكمبيوتر، السؤال الثاني: من يحترم ميشال عون في لبنان؟ والإجابة ببساطة لاأحد، بل هم (آخدينه على قد عقلاته) وأخيراً من لم يطعنه وليد جنبلاط من الخلف؟ وايضاً الإجابة لا أحد، لأن غاندي الجبل المزعوم لم يترك للود مجالاً، بل (جق الحكي) على الجميع…
تبعاً لأن اللبناني بطبعه محب “للتنقير”، كان من الطبيعي ان يتراجع “الحب في زمن الويكيليكس” وان يقال “يا زعيم مين فرعنك؟ قال ما لقيت ويكيليكس يضبني”، وان يختبىء بعض اشاوس النظام خلف اصابعهم عملاً بالمقولة الشعبية “ويكيليكس بالأيد ولا عشرة عالشجرة” وان يصبح “الويكيليكس بعين إمو غزال” مع ان “الزعيم لو بيشوف ويكيليكسو، بيوقع وبيفك رقبتو”، و “الويكيليكس، ويكيليكس ولو حكم بلد” على انه “ياداخل بين الويكيليكسة وقشرتها، ما ينوبك إلا ريحتها” وهذا ما حصل، ولأن “يا ويكيليكس مين يشتريك” وظفت الأموال وخرج السماسرة “يطلبون الويكيليكس ولو في الصين”، فما ان نشرت الأخبار الـ 8 آذارية ما في جعبتها الويكيليكسية خرجت غريمتها الجديدة الجمهورية الـ 14 آذارية لترد الصاع صاعين وتنشر المحظور، فمن حفر ويكيليكساً لأخيه، وقع فيه !
مجدداً أثبتت ويكيليكسات لبنان النظرية الخالدة بأن السياسة اللبنانية هي عبارة عن دوري صراع ديوك هرمة بين عصابات النظام الطائفي البغيض بشقيه، بحضور لاعبين ومدربين وحكاماً اجانب، وما فترات الإنفراج و”كجكجة اللحى”، إلا إستراحة ما بين الشوطين، وما هي إلا هنيهة وبرهة حتى يعلو النفير، ويعود كل ديك على مزبلته صيّاح…
عملياً ويكيليسيات لبنان باتت أشبه بالبرنامج الفاشل “ستار أكاديمي” بنسخة يديرها زعماء الطوائف فمن يخرج من الناشئين من المتوكلسين والمتوكلسات عن المدى المسموح به، يفقعوه “نومينشن” ويستنبطون له ويكيليكساية من “كعب الدست”، وبهذا يضمن اساتذة النظام سيطرتهم على صغار المغنين ولو نشذوا في إداء ابشغ اغاني التحريض الطائفي وأثقلها دماً، وبالتالي قد يفسر هذا خروج كم “ويكيليكسة” من الاخبار تستهدف 8 آذار وبالتأكيد مستقبلاً عدد من الويكيليكسيات الـ 14 آذارية من طرف جريدة الجمهورية.
الثابت والمتحول في لبنان سيان، ولأن القذارة لا حدود لها، لا “يتضبضب” المصابين بمتلازمة الويكيليكس ، بل يخرجون على الإعلام بكل صفاقة ووقاحة، حتى ولو فضحت ويكيليكسياتهم إستنجادهم “بالشراميط الحمر” في سعيهم “لبعص” الطرف الآخر في موقف معين ولو على حساب الوطن وسلامة أراضيه!!!!. هذا ربما لأن الويكيليكسيات الأميريكية – الإسرائيلية قد فتحت فبانت “كلاسينهم”، وهنا نسأل، ماذا لو فتحت ويكيليكسيات إيران وسوريا؟ وبات الجميع كما عريتني يا ويكيليكس ؟؟؟؟
في هذا الزمن الويكيليكسي الرديء، على المواطن اللبناني ان يعد العدة، لأن ستر عورات النظام الطائفي بشقيه الآذاريين لم يعد ينفع، وبات من الضروري إعادة إنتاج نظام جديد، بقواعد جديدة، لا تتوكلس ولا …. وإن اللبيب لمن الويكيليكسِ يفهمُ.
في الحلقة القادمة “تحليل حقيقي لويكيليكس”
–
اترك تعليقاً