يدهشني تفوق بعض اللبنانيين على اقرانهم من سكان المعمورة في الغرابة والفرادة وإجترار العصر الحجري ولو في منحى “كلاس” قليلاً، بإعتبار ان المظاهر و “البريستيج” يلعبان دوراً اساسياً في حياة الشعب اللبناني “المفعوط” عن بكرة ابيه بنظرية انه احسن من غيره خاصة في محيطة العربي والشرق أوسطي، على ان مفهوم الفرادة والغرابة اللبناني يتوقف عند الشفاه “السيليكون” والأثداء الممغوطة (اللهم لا حسد) والسيقان الممشوقة (أكثر الله منهم) والعضلات المنفوخة (الشر برا وبعيد) إضافة الى إقتناء العمال الأجانب كالسلع (سيريلانكية المدام الأثيوبية) …
نظريات التفوق الكاذبة تلك تنهار تباعاً عند اول مطب أخلاقي، فهل من شعب عنده اخلاق يطحن “سنسفيل” البلد بحرب اهلية طويلة؟ هل من شعب عنده اخلاق ينتخب عواهر السياسة 8 و 14 آذار عاجلاً مكرراً؟ هل من شعب يتمتع بالكرامة يقبل مؤخرات الزعماء ويلعقها عالطالع والنازل؟
بدون طول سيرة، تقاس عظمة الشعوب بمقياس حضارتها، ما فات منها وما بقي، الحضارة اللبنانية بفينيقيتها وبقايا غزاتها موجودة (ولو طاف المتحف بالخرا من كم يوم) تقاس بالإنجازات العلمية، بالتطور الصناعي، بالإستحقاقات الرياضية… انما المقياس الحقيقي هو مدى تطبع اللبنانيين اليوم بأسلافهم وما تركوا لهم من إرث ثقافي وتاريخي، مش على اساس ان اللبنانيين اهل الكرم والضيافة؟ هيدا حبيبي مش موجود شي من ريحتو بقى! بح !
بتنا نقيس اخلاق الشعب اللبناني بعواهر النخبة السياسية الطالعين – النازلين على شاشات التلفزة بالزنار ونازل، بتنا نقيسها بالهمجي مصطفى القواس الذي يتوجب على الناس والله معاملته بإحترام لأنه… بعثي! على ان المصيبة والطامة الأكبر ان “أكل الخرا” وقلة الأخلاق إنتقلت الى المحامين والقضاة… ولك العمى!
بالأمس توجهت ناشطة حقوق الإنسان الدكتورة جمانة جبارة (اقترح ان تغير كنيتها الى جبّارة) الى قاعة المحكمة وتقف تحت قوس العدالة متحدية النفوذ السياسي لآل المر وخلفهم جوقة المصفقين المتنيين، وعلى رأسهم المحامي كميل حرب، وبعد أخذ ورد تحت ناظري القاضي اسعد جميل بيرم، وبعد إطروحة من قلة الأخلاق قدمها المحامي ردت عليه الدكتورة جبارة بوصفه بالفاسد (وصفه طبعاً وليس إتهامه، ما بدا إثنين يحكوا فيها) فما كان من المحامي المبجل كميل حرب إلا وان تخلى عن ثوب الحضارة ليتقمص شخصية مصطفى القواس وينهال عليها ضرباً وصفعاً ولكماً ادى الى إصابتها برضوض وكسر في اليد وكانه الثور الهائج!
الخبرية لا تنتهي هنا، فبعد ان ابعد عناصر الشرطة الدكتورة جبارة توجهت بالسؤال الى القاضي المهيب الركن عن سبب عدم توقيف المحامي كميل حرب وهو الذي اعتدى عليها داخل المحكمة امام الجميع أجاب مهيب الركن ان “الحق عليها” كيف تصفه بالفاسد!!
مختصر مفيد كي لا انطلق مغرداً في سمفونية قلة الإحترام مستعيناً بمقطوعة من الأعضاء التناسلية اللازم إستحضارها من اجل هكذا مناسبة، حقي ان اجزم ان شعب إنهارت اخلاقياته الى حد ان نخر سوس الهمجية جسد قضاءه لا يستحق إلا الضرب، وبالصرماية العتيقة.
اترك تعليقاً