تماشياً مع حالة القرف المستعر، كنت على إستعداد تام لأن اتصالح مع الماضي واترك ذكرى 13 تشرين تمر مرور الكرام، كنت حقاً قد وصلت الى حالة من الإستعداد لإلتزام الصمت المطبق إحتراماً لمن قدم نفسه دفاعاً عن قليل من الكرامة الوطنية في وقت إنهارت فيه الأخلاقيات وكثر الدجالون وتجار الهيكل وباعة اليمام، كنت سأصمت معتقداً ان الصمت خير تأبين لأناس قضوا في سبيل ان يبقى للبنانيين رأساً مرفوعة، لا هامة محنية، لكن تجار الدم والمساطيل أبوا إلا ان يدفعوني بغبائهم اللامحدود وعبادتهم للرموز ان اتكلم.
تؤرخ ذكرى 13 تشرين 1990 لمعركة صاعقة وحاسمة، قاتل فيها جنود الجيش اللبناني جيشاً سورياً جراراً بكل ما للكلمة من معنى، جيش مدجج بالسلاح، مقابل اقل من الف جندي لبناني يقاتلون ببسالة فيما باقي الوحدات كانت قد إنصاعت لأوامر السلطة اللبنانية التي تأتمر بدورها بأوامر سورية…
تؤرخ ذكرى 13 تشرين لشيء آخر، وجه بشع لتداخل المصالح اللبنانية – الأجنبية، والأجنبية – الأجنبية، صبيحة 13 تشرين كان هناك مؤامرة دنيئة افضت الى توافق سوري – إسرائيلي – أميريكي – لبناني على ضرب وحدات الجيش اللبناني التي تأتمر بأمر ميشال عون بالطيران الحربي السوري من نوع سوخوي الروسي الصنع والذي كان ممنوعاً ان يحلق في سماء لبنان بأوامر اميريكية وإسرائيلية. أردا الأميريكيين ان يمهدوا الطريق الى حرب الخليج، فسلموا لبنان الى سوريا تنهب وتقتل وتفعل ما تشاء.
تؤرخ ذكرى 13 تشرين 1990 لشهادة ظابط لبناني من القوات الموالية لميشال عون (الشهادة الحرفية التالية من مقالة لأكرم عليق) : نقلوني مع الدفعة الأولى باتجاه عاريا.. وامام عيني تم تركيع الجنود الأسرى وقتلهم بدم بارد الواحد تلو الآخر.. ثم نقلوني انا إلى جانب أحد المطاعم في المنطقة وتم تنفيذ العملية نفسها بالمجموعة الثانية من الجنود ودائماً امام انظاري.. والمجموعة الثالثة تم قتلها بالبربرية الموصوفة ذاتها على حائط غاليري خيرالله…
ولما جاء دوري أمرني عسكري سوري بالإستدارة نحو الحائط لقتلي.. لكنني اصريت على النظر في عينيه.. ضغط على الزناد مرات ثلاث ولم ينطلق الرصاص.. عندها رمى الجندي السوري سلاحه قائلآ: إذا كان الله لا يريدك ان تموت فلن افعل انا ذلك..
وفي هذه الأثناء يتدخل ضابط سوري كبير كان قد تعرف على هويتي ليتم نقلي بعدها إلى وزارة الدفاع حيث تعرفت علي هناك “إحدى الشخصيات المؤثرة” وتم إنقاذ حياتي بعد تزويدي بثياب مدنية ومساعدتي على الإختفاء… عندما ذهبنا لنقل جثث الجنود الذين سقطوا على الجبهة وجدناهم في حالة من التنكيل البربرية لا توصف: فقد كانت شرايينهم مقطعة وعيونهم مفقؤة.. لم استطع التعرف على أي منهم وهم الذين امضيت معهم فترات طويلة!! الجنود يقاتلون ببسالة على الجبهة وقائدهم هارب منذ ساعات طوال إلى السفارة الفرنسية!

تؤرخ ذكرى 13 تشرين ايضاً لغياب ادنى شعور بالوطنية، تؤرخ للخيانة العظمى، جيش سوري جرار يحتل لبنان ويقتل جنوده بمباركة سياسية لبنانية، كان في مقدمتها الياس الهراوي، البير منصور، الأحزاب اليسارية، الأحزاب الإسلامية، ما يسمى بالقوى الوطنية، والقوات اللبنانية، كلهم أجمعوا على تقديم الطاعة لجيش حافظ الأسد طمعاً في مناصب حكومية وجزء من قالب الجبنة بعد إستتباب الأمور.
تؤرخ ذكرى 13 تشرين ايضاً للهارب الفار ميشال عون الذي دفعه جنونه الى حد زج البلاد بأكملها في آتون الدم والنار، هرب عون الى السفارة الفرنسية كي يفاوض السوريين والبير منصور والهراوي على حياته تاركاً جنوده يموتون، لم يوجه عون الأمر بألقاء السلاح إلا عبر راديو لبنان بعد ساعات من هروبه الى السفارة الفرنسية، وفقط عندما امسى ذلك شرطاً كي يتم الإبقاء عليه حياً وتجنب ملاحقته بتهم الإختلاس وإخراجه وعائلته واعوانه الى فرنسا، فيما المناطق اللبنانية تتعرض لهجوم كاسح.
عن ذلك يورد السفير الفرنسي في بيروت آنذاك رينيه آلا في مذكراته ما يلي:
حاولت الاتصال بالرئيس الهراوي. اتصلت به مرات عدة فعاد عون واتصل مجدداً ليقول لي ان الهجوم شامل ونهائي وانه يريد تجنب حمام دم وانقاذ ما يمكن إنقاذه، مطالباً بوقف لإطلاق النار، مضيفاً بصوت مخنوق ويكاد لا يسمع، اعتبر انني هزمت
يضيف آلا في مذكراته ايضاً ان إستسلام عون كان شرطاً لضمان عدم إعتقاله ومن ثم لحاقه بعائلته الى فرنسا
حصلنا في هذه الأثناء على موافقة على مغادرة أسرة عون وزوجتي معلوف وأبو جمرة، التي كانت بدورها صعبة لأسباب مختلفة، إذ كان بحوزتهن مبلغ من المال احتجز من الضباط اللبنانيين
عن ذلك يقول العسكري المتقاعد وناشر صحيفة الديار شارل أيوب في 2009/05/11
تدعي البطولة والشجاعة والمرجلة فكيف تترك 1300 جندي على جبهة سوق الغرب يوم الهجوم السوري وتختبئ في السفارة الفرنسية وتناديهم عبر صوت لبنان بالاستسلام ولا تأخذ جهازك العسكري لتعطي الاوامر، ولماذا ضحيت بهم وهم يقاتلون باستبسال حتى الموت، وهل اذا كان ابنك بين الجنود المقاتلين او الضباط كنت استعملت الجهاز او بقيت تستخدم الراديو كأنك في مقابلة صحافية يوم عزت الشهامة والعنفوان
في المناسبة ذاتها يشير شارل ايوب الى واقعة اخرى
هل تذكر يا عماد عون عندما كنا على شرفة «سنتر شاهين» وسقطت قذيفة وانبطحت انت ارضاً كالفأر وبقيت انا و الضباط واقفين، وعندما ذهب مفعول القذيفة خجلت من نفسك كيف انبطحت على الارض وانت قائد اللواء حيث كان يجب ان تحملك ركابك، لا ان تنبطح على الارض.
يتابع شارل ايوب قائلاً
تقول يا عون انك شفاف وبعيد عن المال فأين مبلغ الـ 80 مليون دولار الذي اخذته معك الى فرنسا وكم اصبح اليوم ألم يتجاوز الـ 300 مليون دولار، واذا كان هذا المبلغ للقضية فلماذا وضعت المبلغ باسمك وباسم السيدة ناديا الشامي زوجتك.
السؤال من اين اتت هذه الأموال؟ الجواب: هي أموال الدولة اللبنانية التي سلمت الى ميشال عون لإدارة البلاد عقب تسلمه للحكومة العسكرية المؤقتة وكذلك هي اموال الجيش والجنود اللبنانيين على الجبهات ، الأموال حولها ميشال عون بالملايين لمصلحة زوجته عبر البنك اللبناني للتجارة، ولولا ان “من استحى مات” وانكر لكنت قد تجنبت نشر الوثائق كما هي، الوثائق ادناه تثبت تحويلات عون المالية بهدف تهريب الأموال الى فرنسا






يقول العونيين في معرض دفاعهم عن ميشال عون ان العماد البطل جنب البلاد ويلات مدمرة، وحقن الدماء بخروجه الى السفارة الفرنسية! لكن مهلاً، اليس هو من قال “ما تبقى إلا ان يكسر رأس الأسد” في إشارة الى حافظ الأسد؟، اجتمع عون بظباطه وخرج امام الإعلام ليعلن انه حتى ولو هرب الكل، سيبقى هو يقاتل اي انه في الطليعة (لو بقي العماد عون هون لوحده…)، فما كان به إلا ان هرب الى السفارة الفرنسية تاركاً الجنود الأبطال يموتون وفي اعتقادهم ان قائدهم لايزال “يكسر رأس الأسد” فيما هو يقايض على دمائهم للخروج من لبنان حياً…
–
الذهان العصبي للعونيين يبلغ ذروته، فالكذب وتكذيب الآخرين هي ابرز سماتهم، فلنستعرض هذه الحادثة، من من اللبنانيين يعرف الصندقلي؟، هو رقيب اول في الجيش اللبناني (البعض يقول ان عون رفعه الى رتبة ملازم اي خمس رتب عسكرية دفعة واحدة)، كان الصندقلي من ابرز المتحمسين لميشال عون، كان عون يحتاج غطاءً إسلامياً سنياً بالتحديد، ولم يجده عند الملتحقين بركب سوريا، فما كان منه في العام 1989 إلا ان البس الصندقلي عباءة وعمامة رجل دين وهو الخطيب البارع، خرج الصندقلي امام المحتشدين والإعلام، ليعلن انه شيخ سني قادم على رأس تظاهرة من الطريق الجديدة تؤيد رجل التاريخ ميشال عون، على ان الرجلان نسيا ان الصندقلي كان قد ادلى بخطاب ناري متلفز قبل اشهر في نعيه لأحد شهداء الجيش ممن سقطوا في حرب الإلغاء. مجدداً كي لايكون للإنكار مجال، اليكم الفيديو بالواقعة.
كل ما سبق لا يهدف للتصويب على ميشال عون حصراً، فمن باع الأرض اللبنانية كرمى لعيون السوريين هو أكثر إجراماً، وأكثر همجية، ويسيء للوطن أكثر، من هؤلاء ثلة كبيرة جداً من قوى 14 آذار تحاضر اليوم بذكرى 13 تشرين والإجرام السوري وتتناسى انها كانت على تناغم تام معه ومع النشاز اللاوطني على وقع جميل السيد والسفراء الأجانب، الأميريكي، والفرنسي، وغيرهم طوال سنوات، تماماً كما تزال قوى 8 آذار تتناغم مع السوريين وللأسف على رأسهم ميشال عون الذي لايخجل وتياره من التنكر للماضي، اين ذهب دم 1300 جندي على جبهة ظهر الوحش؟ اين مصير 35000 لبناني جرى إخفاءهم قسراً في سوريا؟ الا يخجل العونيون بأنفسهم عندما يحاضرون بمآثر 13 تشرين؟ الا يخجلون من إدعاء البطولة؟ الا يخجلون من اقامة القداديس وكأنهم اهل الشهيد؟ الا يخجلون من صور المجازر المروعة التي ارتكبها الجيش السوري بالجنود اللبنانيين الذين تركهم عون فاراً الى السفارة الفرنسية مكتفياً بنداء عبر الراديو لإيقاف القتال ليحتفظ بماء وجهه العسكري، من اين سيأتي هؤلاء براديو يا ميشال عون وهم على الجهات متمسكين بالبندقية؟
فقط حين تظن ان التخلف والذهان العوني قد بلغ ذروته، يخرج عليك مخبول من العميان والخصيان عند ميشال عون مثل الأحمق المدعو جان عاصي وهو موظف مغمور في موقع النشرة المقرب من العونيين ليشتمك لقولك الحقيقة، كنت قد كتبت على تويتر ان ميشال عون ترك الجنود وهرب، وسرق الأموال وهي حقائق لايمكن إنكارها ومثبتة بالصور والفيديو اعلاه. بدل ان يرد الولد العوني التابع بالسياسة، يرد بالشتائم فجاء رده كالتالي
ايها التابع الحقير، امي التي تشتمها حمتني وإخوتي وغطتنا بالكرتون لتخفينا، حملتنا وركضت تختبىء من القصف المجنون لأن المدفعية كانت تصيب بيوتنا وتخطىء مراكز السوريين، حمتني وحمت اخوتي بلحمها الحي من الغضب السوري الساطع لأننا رفضت ايها السوقي الجبان ان يدخل الجيش السوري الى المبنى الذي نقيم فيه، حمتني وحمت اخوتي والكرامة الوطنية ايها النذل لانها وأمثالها و بسكين مطبخ فقط دافعن عن مبنى تحول الى رمز الكرامة الوطنية التي تخلى عنها ميشال عون وفر الى السفارة، ولما لم يستطع السوريين دخول المبنى قفزوا اليه ليلاً متسللين من اسطح المباني المجاورة.
ايها التافه، لم تكن قد ولدت يوم ضرب اخي على الحاجز السوري لأنه يحمل بطاقة صحافية، ايها النذل الشتام لم يكن البرتقال قد صودر يوم صفع جندي سوري شكيب بيضون على حاجز الحدث واجبره على تقبيل جزمته وهم المقاوم البطل فعزت عليه كرامته وإنتحر.
ايها التابع الحقير، لم تكن قد ولدت بعد عندما اصابني الظابط السوري المسؤول عن منطقة ساحل المتن الجنوبي بعاهة مستديمة في ظهري لا اقوى على السير مستقيماً بعدها، فيما ميشال عون الذي تعبد يقبل يد ذاك الكلب ويدافع عنه ليل نهار.
ايها التابع الحقير، في 2005 كنت تحتفل بالشمبانيا بعودة ميشال عون ليصطف الى جانب من ساندوا السوريين وقتلوا شهداء 13 تشرين، فيما انا مكبل اليدين في مقر وزارة الدفاع لأنني قلت لا لأميل لحود لأنه مسؤول بالتكافل والتضامن عن مقتل الجنود اللبنانيين.
ايها التابع الحقير، اين كنت يوم كنا نعمل سراً على لوائح اسمية لعملاء المخابرات السورية لنوزعها على النشطاء لزوم الحيطة والحذر، لم تكن قد ولدت بعد ايها الحثالة يوم كنت انا ناشطاً سياسياً معارضاً في العلن في بيئة مستسلمة بالكامل اقل ما تفعله ان تنعتك بالعميل.
اين كنت ايها التافه يوم فررت من التجنيد الإجباري لأشهد بأم عيني على الإنسحاب السوري؟ اين كنت يوم طردت من منزلي لأنام شريداً ثمن موقفي السياسي المعارض؟
اين كنت ايها الوضيع وفيوليت ناصيف تموت كل يوم بعد ان طردها ميشال عون، ولما اسمعنا العونيين نكته سافلة “فتشي على جثة إبنك تحت العارضة بملعب وزارة الدفاع”
لا تجروء يا رقيع ان تستحضر سيرة 13 تشرين وانت تمجد القاتل الجبان، ثم تنعتني بالكذب لانني كشفت زيفك وعهرك.
يقال انه إن اتتك مذمة من وضيع سقيم، كن على ثقة بأنك الثبات وهم الخائبون، امثالك لا يعرفون سوى عبادة الرموز، اسجد لميشال عون الجبان واشتمني لتدافع عن سيدك ايها العبد الحقير، لكم العار ايها الحمقى، ولنا الكرامة، نحن من لم نغير موقفنا يوماً، لنا الكرامة ولكم الذل والخنوع… المجد والخلود لشهداء 13 تشرين الأبطال مطهرين منزهين عن الجهلة من امثالك.
اترك تعليقاً