تحديث : قامت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بنشر التوضيح التالي، شكراً..
أوضحت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أن دخول الشاحنات العسكرية التابعة لها إلى الأراضي السورية هو أمر طبيعي يحصل بين الحين والآخر، وذلك بهدف تأمين قطع غيار للآليات العسكرية وأعتدة لوجيستية أخرى لصالح الجيش، وفقا لاتفاقيات التعاون والتنسيق المعقودة بين البلدين.
واعتبر أن الاستنتاج بوجود دور للجيش بالأحداث الجارية في سوريا من خلال مشاهدة تلك الآلية أو غيرها، هو من نسج خيال البعض ومحض افتراء بحق المؤسسة العسكرية اللبنانية، التي تضع في صلب ثوابتها عدم التدخل بأي شأن خارجي، واقتصار مهماتها ضمن حدود الوطن.
التدوينة قبل التوضيح، نصها الآتي:
وصلتني الصورة التالية من بعض الأصدقاء في سوريا يسألون فيها عن سبب وجود شاحنات تابعة لفوج النقل العسكري اللبناني في سوريا وعن المهام التي يقوم بها خاصة وان شاحنات الفوج شوهدت أكثر من مرة داخل سوريا في الإسبوعين المنصرمين. الصورة نشرها نشطاء سوريين ثم قامت بنشرها صفحات الثورة السورية على الفايسبوك وبخاصة بعض صفحات الإنتهازيين السلفيين. (بينهم وبين الجيش اللبنانيين عداوة تعود الى موقعة نهر البارد).
قبل القفز الى التحليلات، كان لابد من ان انشر الصورة، مرفقة بلهجة هادئة، فالمطلوب من الجيش اللبناني التوضيح خاصة وان المستفيدين من التأويلات كثر!
خوف النشطاء السوريين المبرر ينبع من عدة فرضيات ابرزها…
الأولى: نقل الجيش اللبناني عتاد عسكري الى سوريا لمساندة النظام في قمع المحتجين وهي فرضية معقولة كون السلاح الروسي الأصل يستخدم في البلدان.
الثانية: نقل الجيش اللبناني عتاد عسكري اميريكي تسلمه كهبات عسكرية ذلك في ظل حاجة السوريين الى عتاد حربي خاصة وان الأسلحة السورية صدئة وقديمة، وهي فرضية غير مرجحة واستبعد ان يقوم الجيش اللبناني بها لأنها بحاجة الى قرار سياسي جامع هو شبه مستحيل في ظل الإنقسام السياسي الحاد في لبنان بين طرفي الطبقة السياسية اللبنانية البالية.
الثالثة: ان تكون الشاحنات تقوم بمهمة معاكسة، اي نقل عتاد من سوريا الى لبنان، وهو امر مستبعد ايضاً لأن النظام في سوريا (وللأسف) يحتاج الى كل انواع العتاد والعتيد في قمع المحتجين السلميين وهو ليس بوضع يسمح له التفريط ولو برصاصة واحدة قد تسكت معارضاً للنظام الوحشي الى الأبد.
الرابعة: ان تكون من شاحنات فوج النقل اللبناني جزء من المهام الروتينية في ظل بروتوكولات تنسيق قديمة بين الجيش اللبناني والجيش السوري.
الخامسة: نقل معدات وادوات ميكانيكية وقطع غيار للشاحنات العسكرية اللبنانية الروسية الأصل وهي ايضاً فرضية مرجحة.
عموماً، العقيدة العسكرية للجيش اللبناني المكرسة في كراساته التوجيهية تشدد على التكافل والتضامن مع “الجيش السوري الشقيق 🙂 (حسب ما يرد في الكراس)” لمواجهة الخطر الإسرائيلي، وبمعزل عن الإسرائيليين في هذه الحالة، المطلوب من الجيش اللبناني قراراً شجاعاً بالبقاء على الحياد بالنسبة لما يجري في سوريا لأن الأمر متعلق بنضال شعب نحو الحرية، خاصة وان الجيش السوري يقود حرباً شعواء على شعبه لا حرباً على جبهة إسرائيلية.
على صعيد شخصي، استبعد ان يكون الجيش اللبناني ضالعاً في عمليات من اي نوع في سوريا، لأنه وكما تقدم، الأمر يحتاج الى قرار سياسي جامع من سابع المستحيلات تحقيقه في لبنان في هذه المرحلة، ولو تحقق هذا الإجماع المحلي بفعل معجزة، يبقى هناك الضغط العالمي والإقليمي الذي يمنع الجيش اللبناني من الإقدام على هكذا خطوة.
خوف النشطاء في سوريا مبرر، كون “يلي فيهم مكفيهم” ، مش ناقصة يعني، لذا المطلوب من الجيش اللبناني الاجابة على هذا السؤال، فمن احدى المشكلات بين الجيش اللبناني واللبنانيين عموماً ان قنوات الإتصال مقطوعة، فالجيش اللبناني يفتقر الى مقومات الحوار والتواصل مع المدنيين بحيث تنحصر علاقته بالمدنيين ببضع من البيانات الصادرة عن مديرية التوجيه وعبر الموقع الإلكتروني للجيش اللبناني، غير ذلك، تتولى مخابرات الجيش اللبناني تمرير الرسائل “بقسوة” الى النشطاء. مثلما حصل مع المدون اللبناني خضر سلامة، ومن ثم الناشطة والمدونة فرح قبيسي. وما نسمعه عن إستدعاءات مستمرة لبعض النشطاء الإلكترونيين الى قيادة المخابرات.
ان تكرار حوادث الصدام بين النشطاء والجيش يؤدي الى فقدان الثقة المهزوزة حالياً، و التي يتوجب على الجيش اللبناني المحافظة عليها والعمل على بناءها.
مجدداً، الجيش اللبناني مطالب بتوضيح سبب وجود شاحناته في سوريا للرأي العام اللبناني والسوري، خاصة وانه من الواضح ان الأمر لا يتعلق بالأمن القومي، وإلا لذهبت الشاحنات مستترة، دون ان ترفع العلم اللبناني على لوحاتها.
ملاحظة: الهدف من نشر الصورة هو محاولة الوصول الى حقيقتها، صورة كهذه قد تنتشر حولها تأويلات كثيرة، تضر باللبنانيين، والسوريين والجيش اللبناني، لذا اتمنى ممن لديه معرفة بحقيقة الصورة مرفقة بتأكيد من اي نوع ان يقوم بإضافة تعليق ادناه.
اترك تعليقاً