“معرص” بيروت الدولي للإكتئاب!

لا اجمل ولا احلى من بيروت، ست الدنيا بحق وحقيق، ساحرة قلوب الملايين، سويسرا الشرق، سحر النسيم، روعة المناخ، بيروت اكبر من قصيدة، بيروت الألياذة بحذافيرها، بيروت سمرة شاطىء المتوسط، اناقة الربيع، بساطة الخريف، وبِساط صيف سرمدي، في الوانه مجد القلم يحتضر …

سأفترض لبرهة ان ثمة من يقرأ هذه السطور بعد المقطوعة السابقة من الكذب العضال، سأفترض لبرهة انكم لم تغلقوا الصفحة شاتمين بما تيسر وتوفر من اعضاء تناسلية، فعالة كانت ام مهترئة، سأفترض لبرهة انكم ستعتبرون ما تقدم كذبة صغيرة بيضاء تنير الطريق الى بيت القصيد.

بيروت الثقافة والكلام الموزون لا مكان لها سوى في ذاكرة شعب توقفت عقارب التاريخ عنده يوم الثالث عشر من نيسان 1975 وتناسى ان بيروت الامس غير بيروت اليوم ، يرفض بذكورية بشعة مطلقة ان يرى بيروت في صورة من فقدت عذريتها آثمة بعقد نكاح، متعة كان ام مسياراً، او حتى زنا، ابطاله همج مسلحين وولاتهم من تجار الهيكل والدين وباعة اليمام.

الحدث الثقافي الأخير في بيروت المسمى بمعرض بيروت للكتاب فقد صفة المعرض وتحول الى “معرص” حيث كل من “تفركش” بقلم بات يخط كتاباً استعار سطوره “لا بل سرقها” لا من ابي القاسم الشابي، بل من “ابو غوغل الإنترنتي” وتلميذه النجيب “ابي سيرش الباحثي”.

في “معرص” بيروت يباع شرف الثقافة بأبخس الأثمان، تباع كتب باع كتابها روح الأدب بحفنة من المال السياسي وأهازيج الشعارات القومجية البائدة.

في “معرص بيروت” مستكتبين لا كتاب، في “معرص” بيروت اتقان التعريص بأسم القلم، في “معرص” بيروت صاحب دار نشر “بيدوفيل” سال لعابه على فتاة بعمر ابنته فنام معها لتنجب وتطبع في غضون إسبوعين كتاباً يتناول الربيع العربي من وجهة نظر “ديوركسية”.

في “معرص” بيروت “للإكتتاب” تحضر كتب زنا اصحابها بضمائرهم واودعوها استكتابات مرتهنة لرصيد حزبي او طائفي او مناطقي او زعاماتي ضيق، وكأنهم المتنبي في حضرة كافور.

اي ثقافة تلك؟ قل سفاهات وترهات مطلقة، مغلفة بعناية، علها تستر عورات كتابها المجردين من الروح.

ثقافة بيروت الجديدة … “صبابيط” الأمس

تماشياً مع هذه الموجة الجديدة، وبعد شديد الإعتذار من كبير الشعراء إيليا ابو ماضي على الإستعارة والتدنيس، اليكم القصيدة “المجعلكة” التالية بإهداء خاص الى السادة اعضاء مجلس النواب اللبناني لا اطال الله بعمرهم دقيقة واحدة:

مجلس الصبابيط انا هنا ..
حدق، أتذكر من أنا ؟

اتذكر من اربع سنوات
 ناخباً غبياً أرعنا

مغفلاً سرح في حقول الوعيد
بلحن طائفي دندن

جعلتمونا عبيد الدين
لا امل ولا رجى

نتسلق الحياة بأعجوبة
من ضيم و من ضنى

تجهز الخوازيق تبريها
سيوفاً او قنا

يخوض واحدنا وحل الجهالة
متهللاً متيمنا

لا تتق شر العيون
افسد واقطع الألسن

كم نهب كي يقول الناس عنه
خدمنا و ما سرقنا

_________________________________________________________
مع تكرار شديد الإعتذار لورثة الأديب ايليا ابي ماضي وقصيدته وطن النجوم

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *