لم يعد هناك من شيء مذهل الى حد إدراجه تحت تصنيف الغرابة في لبنان، فحالة الذهول الجماعي على مستوى الوطن ككل من تردي مستوى العمل الحكومي (اي على مستوى الدولة ككل) باتت اكثر من ان تختصر بحادثة او إثنتين او عشرة او حتى ألفاً، بات من البلاهة ان نعتبر الأجهزة الأمنية مقصرة، لماذا ؟ لأنها ببساطة ليست وحدها، فالدولة اللبنانية بكامل عدتها وعتيدها وعدادها البشري فايتة بطيزنا بالعرض.في وطن الأمن الممسوك من طيزه يطير صاروخ من لبنان قاصداُ حدوده الجنوبية الا انه يهبط في حولا ليصيب سيدة ظنت انها في مأمن في منزلها في هذا الوقت من المتأخر من المساء… ولا دليل على من اطلق الصاروخ اليتيم. حتى بتنا بحاجة الى إنشاء جمعيات تبني للصواريخ اللقيطة!
في وطن الأمن الممسوك من طيزه يمسكون بمواطن لا ناقة له ولا جمل، وفي عرض العضلات المشترك بين مختلف القوى الأمنية يتم إشباعه ضرباً ولكماً وتعذيباً في اقبية السجون اللبنانية ليعترف انه عميل اسرائيلي، وهو الذي بالكاد يعرف ان الزر الأخضر يجيب والزر الأحمر ينهي المكالمة على هاتفه النقال.
في وطن الأمن الممسوك من طيزه يشتبك ظابط المخابرات السورية السابق مع فصيل مسلح في احد شوارع العاصمة وتنتهي الحادثة بصلحة وتبويس اللحى “الكثيفة” ! ولا اعتبار ولا وقار للناس يلي عملت تحتها في بيوتها من شدة الخوف!!!!
في وطن الأمن الممسوك من طيزه، يخرج مقدم برامج ليناشد المسؤولين تركيب خوادم تجسس على خدمات البلاكبيري والإنترنت والرسائل النصية لأنه يعتبر “اننا لا نستحق الحرية” فقط لأن هناك من يشوه سمعته! ولو انه كلف نفسه قليلاً عناء البحث والإستشارة او حتى تحضير مواد برنامجه بنفسه لما خرج بصورة الأهبل بالزفة !
في وطن الأمن الممسوك من طيزه يخافون الحقيقة والصراحة الى درجة منع فيلم (افلام) بحدة انها تستذكر الحرب الأهلية، شو يعني؟ منسكت ومنسد بوزنا ؟ وننسى اننا ضحية حرب افرزت تحول امراءها الطائفيين الى نواب ووزراء؟
في وطن الأمن الممسوك من طيزه مربعات امنية محمية من احزاب وشخصيات لا من قوى الأمن، خارجها مستباح وداخلها مؤمن !
في وطن الأمن الممسوك من طيزه، بدن يقنعوك ان اغنية على اليوتيوب تنتقد رئيس الجمهورية هي حدث جلل يستدعي التوقيف، بس عواهر 8 و 14 السارحين عالتلفزيونات بخطب طائفية مش خطر على السلم الأهلي أبداً !!!
في وطن الأمن الممسوك من طيزو تتركك القوى الأمنية عرضة للضرب والسحل من قبل شبيحة نظام بلد مجاور ويكتفون بالتفرج والرقص على انغام عظامك المخلوعة!
في وطن الأمن الأمن الممسوك من طيزه يتفرغ الأمن لضرب وإعتقال المتظاهرين، لا القبض على قطاع الطرق والسارقين!
واخيراً، في وطن الأمن الممسوك من طيزو ينسون كل هذا، ويركضون وراء فيلم سكس يعرض امام مجموعة من الشباب المحروم من الزواج وكافة انواع العلاقات الجنسية لأنه غير قادر على تحمل نفقاتها…
يلاحقون شاباً وصبية يسرقون قبلة في عتم الليل، او رجلاً هدمته السنون يبتاع فيلماً اباحياً هو متنفسه الاخير…
ضربتكم العفة فجأة؟ هبط عليكم الضمير دفعة واحدة؟ نبتت لديكم أخلاقاً؟ تحصلتم على خلايا دماغية من حيث لا ندري؟ توقف الشرطي على تلطيش كل فتاة بان كاحلها كي لا اقول سيقانها؟
حلوا عن طيزنا ولو لمرة، امسكوا الفاعل لا المفعول به، امسكوا الراكب لا المركوب، لمرة واحدة، اتركوا الجنس ايها المعقدين، عل السكس يصلح ما افسدته السياسة، ولوووو ولا مرة سامعين بـ “مايك لاف نات وور” Make Love Not War !!!
_____________________________________________
تدوينة قديمة ذات صلة : بخصوص الكج في الأماكن العامة
اترك تعليقاً