ثمة عادة سيئة تنتابني مؤخراً بفعل الإزدياد الطفيف في سرعة الإنترنت، هي إفناء ساعة او إثنتين من الوقت اشاهد الأفلام على موقع “اليوتيوب” بعدما كان الأمر من سابع المستحيلات في السابق، فأنتقل من موضوع الى آخر بإختلاف الفيديوهات التي يقترح الموقع عليّ مشاهدتها، لسبب من الأسباب واثناء مشاهدتي فيلماً عن الثورة السورية يقترح عليّ “اليوتيوب” ان اشاهد شريطاً بعنوان ” عودة جورج وسوف إلى لبنان بعد توقيفه في السويد” فلفتني العنوان ورحت اشاهد الشريط وليتني لم افعل!
مع ان الموضوع قديم، لكنني اعرف تمام المعرفة ان جورج وسوف “مقدس” بالنسبة للبعض كما لو كان إلهاً يُعبد، كما اعرف ان هناك من سينطلق في سمفونية سباب تفوق في تقاسيمها إبداع بيتهوفن وباخ، وان البعض ايضاً سينطلق كالبوق للدفاع عن “سلطعون الطرب” مظهراً ولائه بالروح والدم والويسكي والكثير من الحشيش والكوكايين، على انه هناك كم من الكلام الذي يجب ان يقال وسوف اقوله.
الفيديو المذكور يقص حكاية توقيف جورج وسوف في السويد وعودته الى لبنان، على المطار عشرات من المؤيدين يحملون صوره، ماشي بتقطع، الزلمي عنده جمهور، اما المشكلة في المؤتمر الصحفي الذي عقده وسوف في المطار ابدى فيه انزعاجه من وسائل الإعلام فما كان منه الا ان استرسل باللفظ العنصري “شو انا سيريلانكي؟” !!!
كم كان بودي لو قام احد من جمع المصفقين والمهللين الحاضرين “بشلخه كفاً” على بوزه يهر له ما تبقى من اسنان في حنكه الألوق!
على انه هناك شيء من الحقيقة في ما قاله جورج وسوف، نعم! انت مش سيريلانكي صحيح..
انت مش سيريلانكي لأن العامل السيريلانكي شريف، وانت وضيع
انت مش سيريلانكي، لأن العامل السيريلانكي يهان ويضرب ويعذب ويوضع في غرفة تحت جسر العدلية لمجرد الشك، فيما انت تخرج من شباك سيارتك لتفرغ مشيطة طلقات سلاح الكلاشنكوف في الهواء وترهب السكان ولا احد يمسك بسوء
انت مش سيريلانكي، لأن العامل السيريلانكي يكد ويتعب بشرف، فيما انت تركع تحت قدمي القاتل رامي مخلوف
انت مش سيريلانكي، لأن العامل السيريلانكي يهرب دولارات هزيلة تقي عائلته برد الشتاء فيما انت تهرب الكوكايين فيمسكون بك في السويد لتسميها مؤامرة عالمية ضدك!!!
انت مش سيريلانكي، لأن العامل السيريلانكي تبرق عيناه بالأمل والإحترام، فيما انت بغباء مستحكم تدافع عن القتلة والمجرمين ولا مشكلة عندك ان يموت الآلاف كرمى لعيون بشار الأسد، ولا تخجل بل تصرح بذلك!!

انت مش سيريلانكي، صحيح، شتان ما بين كرامة العامل السيريلانكي وبينك ربيب المخدرات والإجرام
صراحة، وبفعل سمة البدن لا ادري ان كان كلامي هذا موجهاً ضد جورج وسوف، او المستعدين لفداءه بالروح والدم في تظاهرات من الهبل الخالص، ام ضد اجهزة الدولة اللبنانية العنصرية، ام ضد الأمن المتراخي الذي لم يضعه في السجن، ام ضد مجتمع امسى وسخاً متشرمطاً يمر على الكلام العنصري مرور الكرام.
فيديو شو انا سيريلانكي : هنا
فيديو وسوف يركع امام رامع مخلوف: هنا
تصريح جورج وسوف عن بشار الأسد : هنا
اترك تعليقاً