اولاد الستين… كلب

قضى اللبنانيون سنواتهم السبع الأخيرة في آتون من “القيل والقال” السياسي، وما تخلله من “طاخ وطيخ” عسكري بين فيلقين من دواب التبعية للخارج تحت مسميات 8 و 14 آذار، فمنذ ان قضى رفيق الحريري في الإنفجار، وما تبع ذلك من تطورات اخرجت السوريين من لبنان بعد إحتلال دام دهراً، تجلى الإنقسام السياسي واضحاً في المشهد اللبناني بعد ان كان مستتراً لسنوات، فالحرب اللبنانية العبثية وبإنتهائها بالطريقة الدراماتيكية التي آلت اليها منعت قيام اي نوع من العدالة الإنتقالية تطيح بأمراء الحرب والطوائف التي عاثت في البلد فساداً خلال الحرب، فبقي هؤلاء متمسكين بتلابيب السلطة ينهشون ويمتصون ما تبقى في الدولة اللبنانية من رمق الحياة.

هؤلاء يعودون في كل مرة مستندين الى عدة اشياء، تبدأ ببلاهة المواطن اللبناني سياسياً، ولا تنتهي عند إنتمائه لماخور الدعارة السياسية، امراء الحرب والطوائف، زناة الدين، يمارسون ما يبرعون به من تخدير سياسي طائفي ديني مذهبي حقير، مسنودين بآلة إعلامية مسخرة لخدمتهم وتحقيق مآربهم في ترويع المواطن اللبناني من “الآخر” في وطنه كي يبق خانعاً صاغراً ينتظر كلمة او إشارة زعيمه الحزبي ليستأسد ويستبسل في قتل من يشاركه همومه المعيشية والحياتية والإجتماعية في ارض فيها جيش اعزل فوق خنادق تعج بالسلاح.

البلاهة السياسية للمواطن اللبناني تنسحب ولاءً تاماً وتبعية مطلقة للحزب او الطائفة او العشيرة، او لكل من يوحي له بأنه أكثر فهماً وهو في الحقيقة اكثر كذباً، البلاهة السياسية هذه تفعل فعلها في صناديق الإنتخابات، فيستحيل المواطن المشدوه بالخطاب الناري اخرقاً ينتخب إما بالروح والدم والسلاح، وإما زي ما هيي.

هذه الطبقة السياسية الفاشلة التي تبدع في استنباط الوهم في مضامير الفاشية الحزبية قد اصابت محازبيها بمتلازمة ستوكهولم فباتوا دمى تحرك اينما اقتضت الحاجة، لا مساءلة ولا شفافية، ولا محاسبة حزبية داخلية ولا من يحزنون.

دمى الخارج المستهترون من جماعة 8 و 14 آذار يمارسون ذات اللعبة منذ امد بعيد، مسنودين مجدداً الى الإستئساد الطائفي، فيفصلون مجتمعين على المواطن اللبناني حلقات وحلبات إنتخابية على قياسهم، بدء من قانون الدوائر المقاسة سلفاً بمروراً بقانون الستين… كلب.

أولاد الستين كلب هؤلاء لم ولن يتوانوا ولو للحظة عن نهش لحومكم وقرمشة عظامكم، فكروا ، استعملوا ادمغتكم في غير الولاء، في غير الأثداء والأحاليل، ركزوا قليلاً… كم من معارك جانبية مات ضحيتها احبائكم في 7 ايار فيما بدى انه قطع ليد العمالة، ثم امتدت اليد ذاتها لتصافح المعني نفسه؟! فكروا في المقلب الآخر، كم هتفتم وصفقتم لما اسموه حلم الدولة، ولما اعتلى صهوة الحكومة سارع الى إسترضاء الجيران قبل اهل بيته.

فكروا بالوعود الإنتخابية، فكروا بالكذب، فكروا بالتجييش، فكروا بالمخدر الطائفي المذهبي الذي يحقن في اوردتكم يومياً في نشرات الأخبار السامة متعمدين ان يتركوا المواطن مشغولاً بقضايا ثانوية، ليتفرغوا هم لما خفي وكان اعظم.

فكروا، هل انتم فعلاً تكرهون الآخر؟ هل الآخر الذي يسكن منطقة أخرى متمتع بعيشة افضل؟ ماذا يفرق إبن الأحياء الداخلية للأشرفية عن إبن الزاروب في حي السلم؟ هل يدفع واحدهم ضريبة اقل؟ هل يدفع رسوم ميكانيك اقل؟ هل يرتاد جامعة مختلفة؟ هل سعر ربطة الخبز في جونية اقل منها في بنت جبيل ؟ وهل ؟ وهل؟

ثم فكروا بيساركم المقطوعة التي تبيعكم، ولا تذكركم إلا في مناسبات محدودة، واعذروها، فهي مشغولة بترتيب اوضاعها المهترئة داخلياً ، تحارب امبريالية صدئة بأفكار اكثر صدأ وعتهاً، مشغولة بقضايا عالمية اممية وفي مناصرة قضايا تمتد الى كوبا وفنزويلا وفرنسا والصين، لا همهم هنا ولا كانوا يوماً من المواطن قريبين.

بالامس، قضى صياد لبناني، اختطف مع رفاقه من المياه الأقليمية اللبنانية، عاد قتيلاً، فيما اصدقاءه عادوا بكرامات مكسورة وندبات وجروح.

 للعلم فقط، ليست إسرائيل وحدها من يستبيح السيادة اللبنانية، فخطف وتعذيب وقتل صيادين لبنانيين على ايدي البحرية السورية داخل الأراضي اللبنانية يعتبر إنتهاكاً للسيادة اللبنانية ايضاً، وبما ان موقف 8 آذار محسوم وهو “التطنيش” لا بد من تحذير 14 آذار من المتاجرة بدم الصياد الشهيد.

 وحده المواطن اللبناني يدفع ثمن هذا التكافل و التضامن السياسي التكالبي بين 8 و 14 على جميع ابناء الوطن، من كافة الملل. يضحكون من نزقكم وطيشكم في جلساتهم المغلقة، افيقوا، هؤلاء هم اولاد الستين كلب، ولك إتفووه

Comments

ردان على “اولاد الستين… كلب”

  1. الصورة الرمزية لـ سوما زغيب

    ما حدا آكلها الا المعتر …مش الحق عل حاكم والزعيم ..الحق عل شعب ما في مخ يفكر في جيبة بدها تعبي…

  2. الصورة الرمزية لـ Mohammad Salloum
    Mohammad Salloum

    be3tezer 3a soo2 l tafehom… u r alright man… go on

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *