لمرة واحدة، لا اريد ان اغوص في تحليلات وتأويلات احتراماً لمشاعر الأم الثكلى والأب المفجوع والأسرة الأكبر قناة الجديد، لمرة واحدة فقط سأحاول ان اصون لساني عن القدح والذم ولا ادري ان كنت سأنجح في لجم غضب مخيف يعتيريني في هذه اللحظة، غضب على دولة ضائعة، وشعب مهموم، ومبادىء تنهار الهوينا.
لا اعرف علي شعبان لا من قريب ولا من بعيد، ربما التقيته صدفة في ردهة قناة الجديد اكثر من مرة، وحتى لو فعلت، لن استطيع ان اتذكر،لا اذكر شيء سوى صورته المطبوعة على شاشة التلفزيون مصحوبة بموسيقى كلاسيكية تبدو بدورها حزينة أكثر من اللزوم عوضاً ان تهدىء من روع الأعصاب المهزوزة.
لاداعي لا للتحليل ولا التأويل، ولا الخوض في سباق الرثاء، قضي الأمر، علي شعبان شهيد الواجب، قتله جيش نظامي بالأسم لا بالظاهر، لمرة وحيدة الجريمة واضحة وضوح الشمس لا تنتظر تأويلاً ولا تحقيقاً مفرغاً، هي حقيقة ثابتة بثبات من تمكن من الإفلات، هل سيكذبونهم ايضاً؟ سيفعلون لا تقلقوا.
القاتل آداة فقط، وراءها مسؤول وموجه، المسؤول الأول والأخير هو شبه الدولة اللبنانية المتقاعسة عن كل واجباتها من الأمن الى الخبز، والموجه هو نظام القتل الرابض على صدور اللبنانيين والسوريين معاً بكل صفاقة يحتمي بكلمات لم ينل شرفها يوماً، لا هو مقاومة ولا ممانعة، هو لاشيء سوى مجرم حقير.
مساعدو القاتل كثر، اولهم المهللين له، ثانيهم الداعمين له، ثالثهم المتاجرون بضحاياه وآخرهم من لا يجروء على قول الحقيقة كما هي.
لن اطيل الكلام كي لا يختلط الحزن على شهيد جميل بواقع الوصف المرير لطبقة سياسية قاتلة وشعب ابله.
اسقطوا هذه الحكومة والحكومة التي ستليها والحكومات القادمة كلها قبل ان تقتلنا جميعاً ومن ثم تطالب بالتحقيق لكشف ملابسات الحادث المؤسف.
خوفكم يقتلنا الواحد تلو الآخر، اسقطوا الحكومة وحزبها المتاجر بأفيون الله، الى رئيسها المتاجر بدم عباد الله، اسقطوا الحكومة القادمة المؤتمرة بنفط عبد الله، اسقطوا الآلهة بذاتها اذا لزم الامر…
اترك تعليقاً