قديماً كانت الشوارب المعقوفة شعاراً للرجولة الحقة، و علامة فارقة للرجل المقدام، يومها كان الشارب الواقف المتمرد شعار الشهامة والنخوة، رمز القبضاي، قبل ان يتحول لرمز التشبيح و الزعرنة والإستهتار بحياة الناس. أبو عبد البيروتي كان له شارب معقوف، كذلك قباضايات المزرعة و الجميزة والمرفأ، لكنهم كرسوا طول شاربهم لخدمة الناس والسهر على راحتهم.
قباضايات هذا الزمان “يوك”، يتحامون بتستوستيرون السلاح، لا أثر للإقدام ولا المحبة ولا المروءة، ولا حتى للإنسانية، من هؤلاء الزعران، الوزير بانوس مانوجيان، الذي يبدو انه كلما طال شاربه، قصر نظره وانسانيته.
حضرة الوزير المحترم (إفتراضاً) لم يحتمل الزحام و”عجقة السير” فأراد تجاوز كل السيارات، فالطريق ملكه، والناس صرامي ونمل، وهو حاشى الله قيمته أكبر من ان ينتظر دولته الفاسدة ان تصلح طريقها المتعرجة التي نموت عليها كل يوم، لكن حظه العاثر وضع سيارته معاليه (او مواطيه) خلف سيارة المحامي جيمي حدشيتي الذي لم يتبين من في السيارة خلفه (وحتى لو تبين) فرفض ان يحيد عن الطريق او ان يعرض احد للخطر او ان يخالف القانون بأن يتجاوز الطريق في عرضها ليسمح لسيارة حضرة الوزير اللامحترم بالمرور والتجاوز، فكان ان طاردته سيارة الوزير ومن فيها الى ان قطعت عليه الطريق بعد ان ركنت “بالعرض” في وسط الأوتوستراد في محلة أنطلياس، فنزل منها ابو الشوارب محتمياً بحارسه الشخصي الذي بدأ بالضرب على سيارة المحامي حدشيتي، ثم سحب سلاحه ووضعه في رأسه وهدد بأطلاق النار!!!
كل هذه الهمجية من الوزير طويل الشوارب قصير النظر سببها خلاف على افضلية مرور، ثم مهما كان سبب الخلاف ما الذي يسمح للوزير المذكور او مرافقه ان يعتديا على مواطن؟ او بالأساس ما الذي يعطي الحق للوزير ان يخرق القانون اصلاً، أو ان يظن نفسه اكبر واعظم واعلى شأناً من اي مواطن آخر…
معالي الوزير، اذهب وإحلق شاربيك، انت عار على الرجولة والشوارب المعقوفة، بس بتعرف شو؟ الحق مش كلو عليك، الحق على من اعطاك الانطباع ان وقتك أثمن من حياتنا.
[divider]
تحديث
بعد ان تفاعلت الحادثة طوال اليوم على الشبكات الأجتماعية، عرضت المؤسسة اللبنانية للإرسال تقريراً للزميلة ليال حداد ضمن نشرتها المسائية حول الحادثة نورده أدناه.
اترك تعليقاً