يوم خرج الوزير مروان شربل من سجن رومية غاضباً تناقلت وسائل الاعلام شتى انواع “الخبريات” عما قد يكون الوزير قد شاهده داخل سجن رومية حتى فقد اعصابه الى هذا الحد، حكي يومها عن براميل دهان مسروقة ومواسير صدئة وعجز الدولة اللبنانية عن تأمين هذا المرفق، تارة يدخل اليه الكربير المتفجر وطوراً الأسلحة والسكاكين والمخدرات والهواتف النقالة. لكن هل هذا كل ما شاهده الوزير في الداخل؟؟
حُكي الكثير الكثير عن فساد بعض العسكريين والظباط في رومية، ما يسمح بأدخال الهواتف والمخدرات الى داخل السجن، لكن احداً لم يتكلم عن الحجم الحقيقي للفساد داخل رومية، مهما قيل لكم عما يحدث في الداخل، صدقوني هذا لاشيء، لاشيء أبداَ. لم تسمعوا ربع القصة بعد.
بدأت القصة يوم بدأت العمل في المؤسسة اللبنانية للارسال كمراسل ومقدم لبرنامج كان قيد التحضير، تناقشت يومها مع مدير تحرير البرنامج، والمنتجة المنفذة عن امكانية السماح لي بتحضير تقرير عن سجن رومية، فرفضوا كون المقاربة تقليدية والملف مفتوح، ثم أفصحت لمدير التحرير عن نيتي الدخول الى السجن والمبيت في الداخل مصطحباً كاميرات خفية ومعدات تسجيل فأبدى موافقة مبدئية على ان احتفظ بالموضوع لحين عرض البرنامج، حينها علق احدهم من فريق الانتاج ممازحاً انني ان فعلتها سأفوز بجائزة بوليتزر.
تجاهلت رغبة مدير التحرير بالتأجيل وبادرت بالقيام بالأتصالات مع من هم في الداخل، حصل الاتصال الأول مع السجين (و.هـ) الذي حولني بدوره الى رجل يدعى (طوني)، طلب طوني 4 بطاقات تعبئة MTC قبل الشروع بالحديث، فأستحصلت على رقم جديد لي ومنه أرسلت له البطاقات المسبقة الدفع. طلب طوني مبلغ 2000 دولار، موزع بين 1000 دولار له، و1000 اخرى لرقيب أول سيقوم بأدخالي الى السجن كزائر ثم يتكفل بدخولي الى حيث سأبيت الليلة في جناح “سوبر ديلوكس”.
استمرت المفاوضات اسبوعين الى ان رفع طوني المبلغ الى 5000 دولار وجهاز “راوتر” للأنترنت، وهاتف بلاكبيري وشريحة الفا تبدأ بالرقم 03، وتم الاتفاق على ان يستلم المبلغ داخل السجن فور دخولي، وعليه قررت ان افاتح مدير التحرير بنيتي وبالخطة، اضافة الى طلب التمويل اللازم فور عودتي من مقابلة كنت اجريها في بكفيا مع الشيخ سامي الجميل، إلا انني فوجئت في اليوم ذاته بأتصال يبلغني بتوقف البرنامج لأسباب إدارية تتعلق بفريق العمل ولا علاقة لها بالموضوع.
بناء عليه، ابلغت طوني بألغاء الأتفاق، فطلب مني اتلاف الخط والجهاز الذي تواصلت منه معه، وهكذا كان.
فوجئت منذ أيام برسالة من طوني على فيسبوك يعرض فيها ان يزودني بصور من داخل سجن رومية ينشرها بعض السجناء عبر حساباتهم على فيسبوك مقابل بطاقتي تعبئة للهاتف الخلوي، فأشترطت ان يزودني ببعض الصور أولاً، وكان لي ما طلبت، قمت بعدها بأرسال ارقام بطاقتي التعبئة له عبر الفيسبوك ايضاً. بعدها بساعات أخبرني بنيته ان يبلغ محطة تلفزيونية محلية بالموضوع، فأستمهلته ريثما أنشر هذه التدوينة.
لن أخوض في اي تفاصيل اخرى، ولن اكتب معلقات عن الفساد ولا معيار العيش داخل رومية للفقراء المعدمين، إنما أودعكم الصور التالية من داخل فندق رومية بنجومه الخمسة، (مع اخفاء وجوه الأشخاص الظاهرين فيها) وهي كفيلة بالتعبير عن حالة الفساد والإهتراء التي وصل اليها السجن، هناك لكل سعره، فيما يموت السجناء الفقراء، او من لاسند سياسي لهم من بطش قوى الأمن وتردي الأوضاع داخل السجن، يعيش آخرون نقاهة ورخاء تام، هناك تقام حفلات خمس نجوم!، أيضاً مأكولات فاخرة، سفرة سوشي يومية، احتفالات بأعياد الميلاد، وسجين يستعمل الهاتف في باحة السجن الخارجية على مرأى من العسكر، اضافة الى كونه يعيش كالملوك، ويدخن السيجار الكوبي، وعليكم فقط ان تتخيلوا ما خفي، لأنه بالتأكيد أكبر وأعظم.
– تحديث: تبين من خلال بعض الأصدقاء ان قناة MTV كانت قد تطرقت للموضوع والشخص ذاته في نشرتها المسائية بعد ان عثرت على حساب الفيسبوك اي انهم وصلوا الى الشخص ذاته مع فارق ساعات معدودة.
تحديث: تم نقل السجين من سجن رومية، وعدت لأذكر اسمه بعد ان ورد في وسائل الاعلام
إمارة وفندق النزيل نبيه روفايل









اترك تعليقاً