كنت في تدوينة سابقة قد أشرت الى واقعة الفساد في سجن رومية بالصور، والحياة المترفة التي يعيشها السجين روفايل مقابل سوء الخدمات والذل الذي يعانيه باقي النزلاء، وتعمدت يومها اخفاء وجه الشخص واسمه الى ان نشرت اغلب وسائل الاعلام اسمه الحقيقي وصوره دون مراعاة للخطر الذي يشكله الأمر على حياة هذا الشخص. عموماً ولأن التشهير ليس الهدف بل حث الأجهزة المختصة على ضبط الفساد اليكم الحلقة الثانية من مسلسل الفساد والاتجار بالمخدرات في السجون اللبنانية اليكم قصة سجن زحلة.
وردت الي المعلومات التالية عبر الواتس آب من داخل السجن، والتحقق من مصداقيتها تم بسؤال العديد من الصحفيين ممن هم على تواصل مباشر مع اشخاص داخل السجن، هؤلاء ايضاً اكدوا الوقائع المذكورة أدناه.
المخدرات في سجن زحلة

يتواجد في سجن زحلة ثلاثة من أهم تجار المخدرات داخل جدران السجن طبعاً، وهم ح. زعيتر (لقبه أبو فلشة) و م.زعيتر (لقبه الشيخ) و ح.رعد. والثلاثة يروجون المخدرات في السجن بعلم الضباط، قبل أسبوع وصلت بعض الحبوب المخدرة الى السجين “و.يونس” فحملها وتوجه بها الى الملازم المسؤول وهو من آل تنوري، فما كان منه إلا ان صفعه واتهمه بالكذب.
السجناء الثلاثة بحوزتهم سكاكين وخناجر يستعملونها على مرأى من الملازم تنوري وغيره من الضباط، وقد كان حاضراً يوم استعملوها في اشكال افتعلوه مع أحد السجناء ولم يحرك ساكناً.
لائحة أسعار
يتمادى الثلاثة في الإتجار بالمخدرات داخل السجن ولائحة الأسعار كالتالي:
- حبة مخدرة سعرها 3 سجائر مارلبورو
- سيجارة حشيشة الكيف كروز دخان مارلبورو
والثلاثة يشكلون معاً عصابة تسيطر على أربع نظارات بشكل تام، ويفرضون على قاطنيها دفع مبالغ مالية من خلال تحويلها عبر الهاتف او عبر العملة المستخدمة في السجن (علب سجائر مارلبورو)، ومن لا يدفع يتعرض للضرب المبرح داخل النظارة ثم يحرم من النوم.
غرفة الشبح بيعت للظلي بـ 4000 دولار!

يطالب كل من زعيتر (ابو فلشة) و (الشيخ) بمبلغ 100 دولار للسماح للمساجين في النظارات الأربعة بالنوم بشكل مريح، وإلا فالنوم “كعب راس” بالقرب من الحمام، وفي احدى المرات حضر الى سجن زحلة سجين ثري من آل الظلي دفع 4000 دولار للثلاثة فباعوه احدى الغرف المترفة بعد ان سحبوا منها قاطنها الأساسي وهو شاويش احدى الغرف واسمه م. المقداد ولقبه “الشبح”.
قبل ايام ايضاً دخل ملازم من آل عبد الله الى غرفة السجين، وبتفتيش فرشته عثر على حبوب مخدرة، غير ان إدارة السجن لم تتخذ اي تدبير.
وبتكرار الحادثة منذ أيام قليلة ولدى قيام السلطات بنقل السجين ح. رعد من سجن زحلة الى سجن بعلبك قام الأخير بتعليق مشنقة محاولاً الإنتحار ولما وصلوا اليه في اللحظات الأخيرة وأنزلوه، استل خنجراً وحاول ان يطعن به نزلاء وأمنيين كانوا في المكان
[divider]
هذه المعلومات غيض من فيض ما يحصل في السجون اللبنانية، لا تهدف الى التشهير بأحد، بل الى الدفع نحو وقف الفساد في السجون، فأمثال هؤلاء لا يمكن ان يحصلوا على المخدرات ولا ان يفرضوا السطوة والرعب داخل السجن دون حماية من جزء من القيمين على السجن او بأضعف الأيمان غض الطرف وترك الأمور على عاتق السجناء في الداخل.
من يدخل السجن ولو لأيام قليلة هو عرضة لأن يخرج منه مجرماً وقاطع طريق، عوضاً عن قضاء محكوميته او فترة التحقيق في ظروف انسانية تتيح تأهيله للإندماج في المجتمع، هذه المعلومات اضعها برسم وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل والقيمين على سجن زحلة.
اترك تعليقاً