التصنيف: مجتمع
-
دفتر انشاء
شاءت الأقدار ان اترعرع في كنف بيت علماني، طلق الطائفية بالثلاث في وقت تمسك الجميع بتلابيب الزعامات والمصالح، بين أب هجر البندقية وهاجر ليعيل اولاده، وأم تخلت عن الطبخ للمقاتلين لتفرغ حماستها الثورية في كتابة فروض الإنشاء بدلاً مني، أدين بالكثير لدفتر الإنشاء هذا الذي استحال مع الوقت صحيفة أمي، تكتب افتتاحياتها وخواتيمها، أنهل منها…
-
همّدر…
ثمة إعلان ضخم مثبت على مدخل المسرح، يعلن للجماهير عن قرب عرض مسرحية بعنوان “زمن الحروب”، ولما كان المسرح هذا يقع في أول الشارع المؤدي الى بيتي، بات لزاماً عليّ ان استذكر الحروب وزمانها مرتين يومياً ، افتتح مشاهداتي الصباحية بذكراها النكدة، لاعود وأغلق عيناي المترنحتان من التعب على صورها ايضاً.
-
ركب الخازوق…
لا توفر مؤسسات الدولة اللبنانية المنهارة اصلاً، اي مناسبة لأظهار قدرتها “السوبرمانية” في ابتداع الطرق والأساليب في تركيب المواطنين على كافة انواع “الخوازيق”، المدببة منها التي “تخوزق” سريعاً، او المدورة التي تذيق المواطن المخوزق العلقم في طريقها الى احشاءه.
-
مواطي الوزير…
هناك عرف عالمي، يتماشى مع العقل، والمنطق، والحد الأدنى من الذكاء الأنساني، يقضي بأن يتم وضع الرجل المناسب في المنصب المناسب، اللهم إلا في لبنان، بحيث تتفنن النكبة (لا النخبة) السياسية في توزيع الحصص الوزارية بحسب القدرة على استغلال المنصب لمآرب شخصية، لا بحسب المؤهلات العلمية او الوظيفية بالحد الأدنى.
-
مياومون، مياومين
ثمة امثولة لبنانية قديمة تقول “إن بزقنا لفوق على شواربنا، وإذا لتحت على ذقنّنا”، استحضرت هذه الإمثولة اليوم وانا اشاهد فيديو على الإنترنت عن إعتصام العمال المياومين في شركة كهرباء لبنان، فهؤلاء كما اللبنانيين الساجدين لنعمة 4 ساعات من التيار الكهربائي، عالقين بين مطرقة جبروت وعناد التافه جبران باسيل وسندان سماسرة المحسوبيات في حركة أمل.
-
أم وليد
أول ما يتنامى الى مخيلتي عندما اكتب، صوت أمي تنهرني وترجوني بعاطفة الأمومة وبرضاها الأزلي ان اتوقف عن الكتابة. “بكرا بيروحوك يا ماما”، لاتنفك تكررها، وتضيف عليها ما تيسر لها من دموع وحركات بالعينين، وإيماء بالرأس، وحاجبين مقطبين، وكأنها تحاول ان تستجمع كل قوى الإستعطاف في ثنايا وجهها الجميل، لتقنع ابنها المتمرد على بيئتة السياسية…
-
في أسس العلاقة مع النظام اللبناني، ديكتاتوريات إقطاعية
يؤسس النظام اللبناني لحال عالمية فريدة، تستحق ان تدخل موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، اذ لم يحدث قط في اي بلد ان تحكمت طبقة سياسية واحدة بسير الأمور في البلاد على مدى ما يقرب قرناً كاملاً، ارست خلالها لكيان يمتلك السيطرة والسطوة على الأرض وحجارتها والعباد وادمغتها، كما في لبنان، مستندة في ذلك الى سبعة انواع…
-
امستردام في بيروت
كانت آلام “الديسك” والصقيع قد نالت مني وانا اسير مع صديقتي اليونانية في شوارع امستردام المتشابهة الى حد الإستنساخ، نحاول عبثاً ان نجد المسرح البلدي في “بلانتاجي كيركلان” لحضور فيلم وثائقي عن اطفال الحروب في افريقيا اصرت ان احضره معها، وبرغم الألم المبرح وافقت بعدما اوحت لي برغبتها ان نقضي الليلة معاً في سريري الدافىء،…
-
وطن الكلاسينِ أنا هنا
اعزائي القراء، اليكم درس جديد في الجغرافيا، فبعد ان تعرفنا على جمهورية الحمص، وجمهورية الموز، وجمهورية الأمن الممسوك من طيزه، ها نحن نصحبكم بهمة الطبقة السياسية الى جمهورية “الكلاسين” والكلاسين هنا مشتقة من “كلسون” اي “الشنتان، او “الكيلوت” او “اللباس” وبالأنجليزية “اندر ويير” والترجمة الانكليزية ضرورية كي لا يختلط عليكم الأمر فتظنون ان “الكلسون” هو…
-
لن يوقفوا زحف الربيع…
اصعب ما يمكن ان تواجهه هو ان تضطر للكتابة عن خضر سلامة وعلي فخري، هو امر واقع فرضته عنجهية الأمن اللبناني فبات لامفر منه، الصعوبة لاتكمن في اللغة ولا في سرد الأحداث، صعوبة الامر هو انك تكتب وتحاول ان تتجنب المديح المفرط والشعر والدراما والرومانسية، وان تتجاوز الواقع بأنك تكتب عن نفسك لا عنهم، علي…